إغلاق طريق الأمل.. بولندا تمدد الإجراءات الأمنية ضد الهجرة غير النظامية

إغلاق طريق الأمل.. بولندا تمدد الإجراءات الأمنية ضد الهجرة غير النظامية
بولندا تشدد قيودها على الحدود- أرشيف

على الحدود بين بولندا وليتوانيا، يقف شبّان متعبون يحملون حقائب مهترئة، يحدقون في الأسلاك الشائكة التي فصلتهم عن حلم الوصول إلى ألمانيا، لافتة صغيرة تشير إلى أن التفتيش مؤقت، لكن الزمن هناك يبدو جامدًا.. والعبور مستحيل.

في صباح ضبابي من أغسطس، وعلى بعد خطوات من الحدود الشرقية لبولندا، تحوّلت نقاط العبور الهادئة إلى مسرحٍ لتفتيشٍ دقيق ووجوهٍ قَلِقة، أعلنت السلطات البولندية تمديد العمل بالإجراءات الأمنية المؤقتة على حدودها مع ألمانيا وليتوانيا حتى 4 أكتوبر، في مسعى جديد لتضييق الخناق على شبكات الهجرة غير النظامية، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، اليوم الثلاثاء.

وجاء القرار الذي وقّعه وزير الداخلية البولندي، مارسين كيرفينسكي، ضمن حملة مكثفة أطلقتها وارسو لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين الذين يسلكون "طريق البلطيق" انطلاقًا من بيلاروس، مرورًا بليتوانيا ولاتفيا، وصولًا إلى الأراضي البولندية ومن ثم إلى ألمانيا.

اجتماع أمني موسع

أوضح الوزير خلال اجتماع أمني موسع حضره حكّام المناطق الحدودية أن قرار التمديد تم إرساله إلى المفوضية الأوروبية لإعلامها رسميًا. 

وأشار إلى أن عمليات التفتيش التي بدأت في يوليو الماضي ستستمر كإجراء احترازي في مواجهة ما وصفه بتهديدات "الأمن الداخلي".

في نفس الاجتماع، قال قائد حرس الحدود، روبرت باغان، إن السلطات أجرت عمليات تدقيق على أكثر من 493 ألف شخص بين 7 يوليو و2 أغسطس فقط، وهو رقم يعكس حجم الحركة على هذه النقاط الساخنة. 

وأضاف أنه تم توقيف 14 شخصًا خلال الفترة نفسها بتهمة تسهيل الهجرة غير النظامية عند الحدود مع ليتوانيا.

ممر من الشرق الأوسط

لكن خلف هذه الأرقام، تختبئ قصص لمهاجرين مرهقين قطعوا آلاف الكيلومترات عبر أراضي غير مألوفة، بحثًا عن مأوى أو فرصة جديدة. 

وفق المسؤولين البولنديين، فإن غالبية هؤلاء يأتون من بلدان الشرق الأوسط، وقد عبروا من بيلاروس نحو ليتوانيا ولاتفيا في رحلة محفوفة بالمخاطر.

ومن جهتها، ترى بولندا أن هذه الرحلات المنظمة لا تخلو من تدخلات سياسية. فقد سبق أن اتهمت وارسو مينسك بتسهيل تدفق المهاجرين إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، في إطار توترات إقليمية.

بين القانون والواقع

قانونيًا، تسمح قواعد منطقة "شنغن" لأي دولة بفرض قيود مؤقتة على حدودها إذا شعرت بوجود تهديد للنظام العام، وهذا ما استندت إليه بولندا لتبرير خطواتها الأخيرة، وسط تأكيد كيرفينسكي أن "شركاءنا الأوروبيين يتفهمون أن هذه الإجراءات ضرورية لإغلاق مسار الهجرة الذي عاد للظهور مجددًا عبر ليتوانيا ولاتفيا".

ورغم هذا "التفهم"، يبقى اللاجئون والمهاجرون المتروكون على أطراف الحدود هم الحلقة الأضعف، فعند تلك الأسلاك الشائكة، تتلاشى الفوارق بين الحلم واليأس. بعضهم فرّ من صراعات مسلحة، وآخرون يبحثون عن علاج لأطفالهم أو عن حياة لا تتهددها المجاعة.

وبينما تشدد أوروبا رقابتها، تظل الحكايات الإنسانية تتكسر على بواباتها، تبحث عن مأوى، ولو كان مؤقتًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية