الأوبئة تتفشى.. أطفال اليمن يواجهون الكوليرا والدفتيريا واتهامات بعرقلة التحصين
الأوبئة تتفشى.. أطفال اليمن يواجهون الكوليرا والدفتيريا واتهامات بعرقلة التحصين
تفاقمت المخاوف من موجة تفشٍّ وبائي جديد يهدد أرواح آلاف الأطفال في اليمن، بعد أن سجّلت مناطق متعددة عودة أوبئة كانت قد اختفت منذ سنوات، بسبب منع وعرقلة حملات التحصين من قِبل سلطات الأمر الواقع في مناطق سيطرتها، وتحديداً ميليشيات الحوثي.
وكشف بيان مشترك صادر عن منظمة الصحة العالمية ومجموعة الصحة (Health Cluster)، الثلاثاء، عن تسجيل أكثر من 11,800 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والدفتيريا والسعال الديكي، إلى جانب 21 حالة وفاة مرتبطة بهذه الأمراض، وذلك خلال الفترة من يناير حتى منتصف يوليو الماضي.
وأعاد التقرير التذكير بخطورة التراخي في تنفيذ حملات التحصين الدورية، مشيراً إلى أن منع التطعيمات الروتينية والطوارئ خلق بيئة مثالية لعودة أمراض خطيرة، أبرزها الدفتيريا وحمى الضنك والسعال الديكي، التي تؤثر بشكل خاص على الأطفال في المجتمعات الفقيرة والمهمشة.
عشرات الإصابات يوميا
وتصدّرت حمى الضنك قائمة الإصابات بواقع 7,554 حالة اشتباه، منها 59 حالة مؤكدة مخبرياً و5 وفيات، وتمركزت أغلب الإصابات في محافظات الحديدة، وحجة، وريمة، لا سيما في مديريات الحوك، والحالي، والميناء، حيث تسجّل المستشفيات يومياً عشرات الحالات الجديدة.
أما السعال الديكي فقد أُبلغ عن 3,797 حالة اشتباه، بينها 4 وفيات، مع تركّز الإصابات في صعدة والبيضاء والحديدة، وخاصة في مديريات حيدان وسحار، فيما رُصدت في محافظة الجوف إصابات متفرقة أيضاً.
وبالنسبة إلى الدفتيريا، وثّق التقرير 498 حالة اشتباه بينها 12 وفاة، بنسبة إماتة بلغت 2.4%. وجاءت محافظات إب، والحديدة، وحجة على رأس المناطق الأكثر تضرراً، وسجّلت مديريات يريم، ودمت، والحالي أعلى معدلات الإصابة.
اتهامات بعرقلة التحصين
وجّه التقرير انتقادًا مباشرًا إلى ميليشيا الحوثيين، متهمًا إياهم بمنع تنفيذ حملات التحصين رغم توافر اللقاحات من قِبل منظمات دولية، في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى الاستجابة العاجلة للحد من انتشار الأوبئة.
واتهمت تقارير دولية الميليشيا بترويج نظريات مؤامرة حول اللقاحات، واعتبارها أدوات غير آمنة أو مرتبطة بمخططات صهيونية وأمريكية، وهو ما أدى إلى تراجع ثقة المواطنين بالتطعيم، وخلق مناخ من الخوف والتردد في إرسال الأطفال إلى مراكز التطعيم المحدودة أصلاً.
ويحذّر خبراء الصحة من أن هذا الوضع يُنذر بكارثة إنسانية على المدى القصير والطويل، إذ إن استمرار غياب التحصين سيفتح الباب أمام انتشار سريع لأمراض يمكن السيطرة عليها بلقاحات زهيدة التكلفة.
كسر سلسلة الوقاية المجتمعية
ويؤكد الأطباء أن منع حملات التطعيم يضاعف خطر إصابة الأطفال بأمراض قاتلة، كما يهدد بكسر سلسلة الوقاية المجتمعية، ويجعل المناطق المتضررة بؤرًا مستمرة للعدوى.
في ظل هذا التصعيد، تتزايد الأصوات المحلية والدولية التي تدعو إلى تدخل أممي فوري، وممارسة ضغوط سياسية وإنسانية على سلطات الأمر الواقع للسماح بإجراء حملات تطعيم عاجلة، ووضع حد لما وصفه التقرير بـ"اللامبالاة الصحية والسياسية" التي تهدد حياة آلاف اليمنيين.