بعد وصف اليمنيات بالجواري.. حملة شعبية تدين تمييز ميليشيا الحوثي ضد النساء
بعد وصف اليمنيات بالجواري.. حملة شعبية تدين تمييز ميليشيا الحوثي ضد النساء
في ظل التدهور المتسارع لحقوق الإنسان في اليمن، تتعرض النساء في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين لسلسلة من السياسات التقييدية التي تستهدف حرياتهن الأساسية، في إطار مشروع أيديولوجي يدمج بين الخطاب الديني المتشدد والنزعة السلالية، ما يؤدي إلى إقصائهن من الفضاء العام وتجريدهن من مكتسبات نضالية تاريخية.
وأثارت تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها القيادي الحوثي عبد العظيم الحوثي موجة غضب عارمة، بعدما قال علنًا إن "الحجاب مفروض فقط على الشرايف"، في إشارة تم تفسيرها على أنها تقسيم للنساء اليمنيات إلى "حرائر" و"جوارٍ".
وعلى الفور، أطلق نشطاء وإعلاميون حملة إلكترونية تحت وسم #الحوثي_يصف_اليمنيات_بالجواري، اعتبروا خلالها أن ما صدر ليس مجرد زلة لسان، بل انعكاساً لعقلية إقصائية تهدف إلى تكريس التمييز الطبقي والنسبي، وإعادة إحياء مفاهيم العبودية في غطاء ديني طائفي، بحسب ما ذكرت وكالة " JINHA"، اليوم الاثنين.
وشدد المشاركون في الحملة على أن المرأة اليمنية كانت ولا تزال رمزًا للصمود والنضال، وأن أي إساءة لها تمثل إساءة للوطن بأكمله، داعين إلى التصدي المجتمعي لهذه الأفكار العنصرية وعدم السماح بترسيخها.
سياسات لتقييد النساء
لا تأتي هذه التصريحات بمعزل عن الواقع الميداني، إذ كشف تقرير صادر عن منظمة "مواطنة لحقوق الإنسان" في يناير الماضي عن مئات الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون بحق النساء في مناطق سيطرتهم.
ووفق التقرير، فرضت سلطات الحوثيين قيودًا صارمة على حرية التنقل، ومنعت النساء من السفر دون محرم، وحرمت الكثيرات من العمل والمشاركة في الحياة العامة.
واستخدم الخطاب الديني والسلالي كأداة لإخضاع النساء والسيطرة على حياتهن اليومية، دون سند قانوني، بل من خلال أوامر شفوية تصدرها سلطات الأمر الواقع.
تمييز يهدد نسيج المجتمع
يرى ناشطون أن هذه الممارسات تشكل جزءًا من مشروع أيديولوجي متكامل يسعى إلى فرض الفوقية السلالية على حساب المساواة بين المواطنين، وهو ما يعمّق الانقسامات داخل المجتمع اليمني ويهدد نسيجه الاجتماعي.
ويحذر حقوقيون من أن الصمت المجتمعي والدولي إزاء هذه الانتهاكات يسهم في شرعنتها، ويفتح الباب أمام استمرارها، مطالبين بتفعيل أدوات الضغط الدولية وإدراج هذه الممارسات ضمن انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة التي تستوجب المساءلة.
ودعا النشطاء جميع فئات المجتمع إلى الانخراط في الدفاع عن كرامة وحقوق النساء، باعتبارهن شريكات أساسيات في معركة الحرية، والتصدي لأي محاولات لإعادتهن إلى أدوار مقيدة أو وصمهن بخطابات مهينة، مؤكدين أن اليمن لن ينهض دون ضمان المساواة والعدالة لجميع أبنائه وبناته.