النساء في المقدمة.. الأفغان يواجهون مشاريع التقسيم ويتمسكون بوحدتهم
النساء في المقدمة.. الأفغان يواجهون مشاريع التقسيم ويتمسكون بوحدتهم
تعيش أفغانستان منذ قرون على وقع محاولات القوى الخارجية زرع الفُرقة بين قومياتها المتعددة، بدءًا من الاحتلال البريطاني مرورًا بالغزو الروسي وصولًا إلى وجود حركة طالبان.
ورغم الروابط الأسرية والعيش المشترك بين الطاجيك والهزارة والبشتون وغيرهم، فإن التدخلات الأجنبية والحكومات المختلفة أسهمت في تغذية الصراعات القومية، مستخدمة التهجير القسري والقمع السياسي سلاحاً لتفتيت وحدة الشعب، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأحد.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن الأفغان -خاصة النساء- يواجهون اليوم مرحلة جديدة من التحديات، حيث تتكرر سياسات الماضي بأدوات الحاضر.
استحضروا التاريخ المرير
أدرك الأفغان منذ زمن أن القوى المعتدية اتخذت سياسة "فرّق تسُد" أداة لإضعافهم، لكن محاولات تقسيمهم باءت بالفشل، إذ ظلّت القوميات المختلفة تتعايش جنبًا إلى جنب، وتربطها علاقات دم ومصاهرة.
حتى في العهد الأماني بقيادة أمان الله خان، سعت الملكة ثريا لتعليم النساء وتقليل النزاعات القومية، قبل أن تضع بريطانيا حدًا لهذا المشروع الإصلاحي.
وقف أبناء الشعب الأفغاني صفًا واحدًا ضد الغزو الروسي، وأسقطوا الحكومة الموالية لموسكو، لكن ما لبثت أن عادت الصراعات القومية للظهور مع صعود المجاهدين، ثم طالبان، وأخيرًا الوجود الأمريكي الذي استمر عشرين عامًا.
وفي تلك الحقبة، انشغل عدد من المثقفين بإحياء خطاب التقسيم بدلًا من مواجهة الظلم، إلا أن هذه الأفكار بقيت هامشية أمام الواقع الاجتماعي المترابط.
المعاناة من سياسات التهجير
اتبعت طالبان، منذ عودتها إلى السلطة، نهج التهجير القسري لسكان ولايات مثل تخار وباميان وبدخشان، مستهدفة الطاجيك والهزارة على وجه الخصوص.
وصادرت الحركة أراضيهم الزراعية وأعادت توطين عناصرها، ما دفع الأهالي للتظاهر دفاعًا عن بيوتهم، لكنهم جوبهوا بالقمع والاعتقالات وحتى القتل، في حين تحملت النساء والأطفال النصيب الأكبر من المعاناة.
ويستغل مثقفون مؤيدون للتقسيم وزعماء جهاديون، إضافة إلى وسائل إعلامهم، هذه الأوضاع لتأجيج المشاعر القومية وتحقيق مشاريعهم الانفصالية.
ويمثل هذا الخطر امتدادًا لسياسات قديمة تعود لعهد الأمير عبد الرحمن خان، المعروف بقمعه الطاجيك والهزارة.
ويرى كثيرون أن الطريق الوحيد لإنقاذ أفغانستان -وخاصة النساء- هو النضال الموحد ضد جميع المجرمين والخونة، ورفض الانجرار وراء الخطاب القومي الذي يخدم أعداء الداخل والخارج.