الهجرة القسرية تفاقم معاناة المرأة الأفغانية.. أزمة صحية ونفسية على الحدود

الهجرة القسرية تفاقم معاناة المرأة الأفغانية.. أزمة صحية ونفسية على الحدود
أفغانيات في طريق العودة- أرشيف

في ظل تدفقات عودة اللاجئين الأفغان القسرية من إيران وباكستان، يتعرض المجتمع الأفغاني لهزة إنسانية غير مسبوقة، لكن الضحية الأشد تضرراً هي المرأة، وبخاصة الحامل منهن، التي تجد نفسها فجأة في مواجهة عالم غير مستعد لاستقبالها. 

وتبحث المرأة الأفغانية من يعينها وسط حقوق مهضومة، وأزمات صحية ونفسية بلا حدود، وسط غياب بنى تحتية تكفي، بحسب تقرير لوكالة المرأة، اليوم الثلاثاء. 

ويكشف التقرير كيف تحوّل الأمل في العودة إلى عبء ثقيل، وكيف أن المرأة، أساس الحياة، أصبحت رهينة انعكاسات الهجرة القسرية.

عودة مليون لاجئ

حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من موجة عودة تجاوزت مليون شخص منذ بداية العام، من بينهم نساء حوامل يحتجن للدعم الفوري. 

وأوضحت ممثلة الصندوق، كوابينا أسانتي، أن العائدات يعانين من قلق واكتئاب ومشكلات صحية، لكن البنية التحتية الصحية في البلاد لا تفي بالحد الأدنى، بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن القطاع الصحي يحتاج إلى مليوني دولار طارئة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، فقط لتلبية احتياجات العائدين من الرعاية الصحية الأساسية.

وأعلنت تقارير الأمم المتحدة أن مئات آلاف النساء والفتيات يصلن الحدود بلا مأوى أو ملجأ، ويواجهن التحرش والابتزاز من قبل بعض موظفي الحدود أو المرافق الرسمية.

"امرأة بدون محرم، لا طعام لها، ولا خيمة، وهذا قبل رحلة العودة"، قالت إحدى العائدات على الحدود.

وقد أظهرت الأمم المتحدة أن الكثيرات يُجبرن على الزواج المبكر أو التبشير مقابل الغذاء في ظل غياب فرص العمل أو الدعم النفسي.

مستشفيات ميدانية إنقاذية

سعت وكالة "يونيسف" وUNFPA إلى إنشاء مراكز طبية مؤقتة في نقاط العبور مثل سبين بولداك وترخام، حيث وُلد أكثر من 66 طفلاً وهم على متن رحلاتهم بين الدول المجاورة والحدود.

لكن هذه المبادرات، رغم أهميتها، لم تُغط كل المتطلبات، حيث تعاني من نقص شديد في الأدوية، الأطباء النسائيين، وبيئات ولادة مناسبة:

يقدر معدل وفاة الأمهات في أفغانستان بـ1291 لكل 100,000 ولادة، وتصل نسبة الولادات خارج المستشفيات إلى ثلث الحوامل. 

اضطرابات نفسية تكشف الأزمة

يسبب تأثر النساء نفسياً مشكلات تزيد من خطورة الموقف، ومنها: اكتئاب ما بعد الولادة، واضطرابات ما بعد الصدمة، وخوف مستمر من المجهول.

واتخذت مجموعات دعم نفسي حدودية شكل استجابة أولية، لكنها تفتقر لتمويل كافٍ فارق في المجال الميداني. 

وتحولت النساء الأفغانيات، في رحلة العودة القسرية، إلى جرح مفتوح بلا دواء، بل وهن أساس التكاثر والعبء الأسري. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية