خبراء لـ«جسور بوست»: تعنيف الزوج موجود والرجال بسببه يموتون كمداً

خبراء لـ«جسور بوست»: تعنيف الزوج موجود والرجال بسببه يموتون كمداً

تشتهر النّساء بأنهن الأكثر عُرضةً للعنف الأسري، إلّا أن أزمة الممثل الأمريكي جوني ديب، وطليقته أمبر هيرد، التي شغلت الساحة الإعلامية الفترة الماضية، واتهم فيها “ديب” بالعنف الأسري أبرزت حقيقة أن الرجال قد يتعرضون للعنف أيضًا.

والعنف ضد الرجل له أشكال عدة، كالعنف الجسدي أو اللفظي أو الجنسي، حيث أظهرت الدراسات أن ما نسبته 25% من الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا قد تعرضوا للعنف الجنسي في حياتهم. 

وكشف تقرير رسمي عن معطيات مُثيرة حول العنف النسوي ضد الرجال في المغرب، موضحاً أن ما مجموعه 70% من الرجال تعرضوا للعنف النسوي مرة واحدة على الأقل في حياتهم.  

وبحسب التقرير الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط، فإن 75% بين الرجال سكان المدن و61% بين الرجال سكان القرى، تعرضوا للعنف على الأقل مرة واحدة في حياتهم.

 أحدث دراسة عن العنف ضد الرجل في مصر كانت عن مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة، والذي أكد أن مصر في  المركز الأول عالميًا في قائمة أكثر النساء في العالم اعتداءً على الأزواج بنسبة 28%، معتبرا أنها ظاهرة جديدة على المجتمع المصري، وتأتي بعد ذلك كل من الولايات المتحدة بنسبة 23%، ثم بريطانيا بنسبة 17%، وتليها الهند بنسبة 11%.

فيما تضمنت إحصائية نشرتها صحيفة الأهرام منسوبة لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية بمصر أن 30% من النساء يضربن أزواجهن استناداً إلى محاضر الشرطة ومحاضر الاستقبال في المستشفيات، بالإضافة إلى استطلاعات رأى شرائح مجتمعية. 

وتضمنت تلك الإحصائية أن المرأة المتعلمة أكثر استخدامًا للعنف من الأقل تعلمًا وارتفاع تلك الظاهرة في الشرائح الغنية والمتوسطة على الفقراء وفي المحافظات الحضرية، وخاصة القاهرة والإسكندرية كانت النسبة الأكبر لتلك الحالات بينما انخفضت إلى ما يتراوح من 10 إلى 20% في المحافظات ذات الطابع الريفي، وأن أغلب حالات الضرب تكون كرد فعل لممارسة العنف من الزوج، أو اختزال للمواقف وذكريات تعرضت فيها المرأة للعنف أو القهر.

أكد محامون أن للرجال نصيبًا من العنف، فهناك حالات نادرة من الرجال المعنفين بشتى الطرق لفظيًا كان أو جسديًا، وهي حالات استثنائية، ولا تصنف أبدًا كظاهرة، لكنها موجودة ويلازمها الكتمان، إذ يعاني بعض من الرجال، بصمت، جراء عنف النساء، لأسباب اجتماعية، أهمها السمعة والإحراج، ولم يكن الرجال يشْكُون ذلك إلا مؤخراً، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة رفع دعاوى طلاق للضرر مقدمة من الأزواج ضد زوجاتهم بسبب العنف الجسدي الواقع عليهم، ورغم ذلك فالشكاوى قليلة مقابل الحالات. 

يبقى الهدف، بالتأكيد، ليس التقليل من العنف الذي تتعرض له المرأة، بل إلقاء المزيد من الضوء على الظاهرة الاجتماعية للعنف في جانبها الثنائي الأبعاد، وتوسيع نطاق فهم العنـف بيـن الضحايـا ومرتكبيـه بمصدريـه الأنثـوي والذكـوري.

«جسور بوست» حاورت متخصصين في القانون الجنائي وأساتذة طب نفسي لتحليل المشكلة نفسيًا، وعقوبة العنف جنائيًا.

القانون لا يعرف التمييز

قال أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة عين شمس، نبيل سالم: "إن القانون المصري لا يعرف التمييز، فلا يوجد في قانون العقوبات ما يسمى بالعنف الأسري، ولكن توجد جرائم اعتداء على الحياة أو سلامة الجسم، ولا تفرق في المجني عليه أن يكون من أهل الجاني أو أبناء أسرة واحدة أو شخص غريب، إلا أن يكون المجني عليه طفلًا، وأطلق على ظاهرة موجودة منذ بدء الخليقة، وأحيانًا بعض الأسر تتعرض لمشكلات يسود فيها العنف بين الطرفين أو أحدهما، وهي ليست قاصرة على النساء فقط، والمجني عليه في جرائم العنف.

وتابع: “عقوبة التعنيف تختلف بحسب طبيعتها فالضرب يُعد جنحة عقوبته من أسبوع حتى ثلاث سنوات، وإذا وصل الأمر إلى حد القتل العمد يعاقب بالسجن المشدد، وإذا اقترن بسبق الإصرار والترصد تكون عقوبته الإعدام”، وأكد نبيل أن هذا الأمر ليس بجديد، فقضية الممثل الأمريكي جوني ديب "جعلت للمشكلة أبعادًا أخرى، كما حظيت باهتمام الرأي العام العالمي".

وعن نسبة العنف غير المسبوقة في مصر قال:" إن الرجال المصريين هم الأقل عنفًا مع زوجاتهم والعكس، وحدوث العنف عربيًا بل وعالميًا يرجع إلى الموروثات الثقافية، السلوك متأصل أخذ بعدًا اجتماعيًا توارثه الأجيال فأصبح موروثًا ثقافيًا".

الرجال يموتون كمدًا 

قال استشاري الطب النفسي، جمال فرويز: "في بعض المناطق الشعبية في مصر نظرًا للفوارق الجسمانية بين الزوج وزوجته، الزوجات تكون لديهن هيئة قوية بعد إنجاب الأبناء، ويكتسبن وزنًا، بينما الرجل يتجه إلى التدخين مصحوبًا بالشاي والقهوة مما يتسبب في هيئة ضعيفة، فهناك سيدة تلجأ إلى أهلها لتعنيف الزوج، خاصة لو كان الزوج متعاطي مخدرات، أيضًا إذا كان الزوج بلا عمل وهي من تتولى مسؤولية الأولاد، وتتنوع الاعتداءات بين لفظية وجسدية، وقد يكون مجرد سخرية من تصرفاته أو هيئته".

وأشار إلى أن الأزواج يلجؤون إلى الصمت حتى لا تهتز هيبتهم أمام المجتمع، ليظهر أمام الناس أنه المسيطر، لكن ذلك عادة ما يترجم إلى أمراض مثل الضغط والسكر والموت المفاجئ وجلطات المخ، والأزمات القلبية، هذا إذا كان يشعر بالظلم والانكسار، أما إذا كان متعاطيًا للمخدرات فيتمادى في التعاطي.

وعن تحليل المشكلة عالميًا قال: إن أنواع من الشخصيات منها المازوخية الذي يتلذذ بتعذيب ذاته أي أنه يجد متعة في إهانة زوجته إياه، وشخصية أخرى تسمى "الشخصية السلبية الاعتمادية"، هو إنسان سلبي لا يستطيع فعل أي شيء في حياته، حينما يتزوج تلعب الزوجة هذا الدور وإلا فشلت حياتهما الزوجية، حتى المتعة الجنسية لن يستمتع إلا إذا تمت إهانته.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية