غرق وفقدان مهاجرين قبالة سواحل صقلية واستمرار تدفق القوارب نحو إيطاليا
غرق وفقدان مهاجرين قبالة سواحل صقلية واستمرار تدفق القوارب نحو إيطاليا
تواصل قوات الإنقاذ الإيطالية، عمليات البحث في السواحل الجنوبية لجزيرة صقلية، عقب العثور على جثة مهاجر قبالة شواطئ منطقة سانت أنتيوكو، جنوب غرب سردينيا.
وتأتي هذه الجهود بعد إنقاذ مهاجر آخر، أفاد بتعرضه للغرق مع ثمانية أشخاص آخرين أثناء محاولتهم الإبحار نحو أوروبا، ما أثار المخاوف من وجود المزيد من المفقودين في عرض البحر، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الثلاثاء.
وأعلنت السلطات الإيطالية أن زوارق دورية ومروحية تابعة للحرس المالي تعمل جنبًا إلى جنب مع زوارق خفر السواحل، في إطار عمليات بحث متواصلة على مدار الساعة، بحثًا عن ناجين أو جثث محتملة.
وأوضحت أن الجثة التي رصدتها طائرة تابعة للشرطة المالية تم انتشالها بواسطة سلطة الموانئ، في حين جرى نقل المهاجر الناجي إلى مركز إيواء مؤقت، حيث يتلقى الرعاية الطبية والدعم النفسي.
تدفقات نحو سردينيا ولامبيدوزا
شهدت الأيام الأخيرة وصول 34 مهاجرًا إلى سردينيا عبر رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر، من بينهم تسعة وصلوا في وقت متأخر من مساء الأحد إلى سانت أنتيوكو، و12 آخرون تم اعتراضهم في شاطئ بورتو بينو، إضافة إلى 13 مهاجرًا رسوا في ميناء تيولادا، وتم نقل الجميع إلى مركز إيواء في موناستير بمقاطعة كالياري.
وفي جزيرة لامبيدوزا، استمرت وتيرة الوصول، إذ أنقذت زوارق "فرونتكس" والحرس المالي 58 مهاجرًا، بينهم قاصران، كانوا على متن قارب طوله 10 أمتار، وأفادوا أنهم أبحروا من ميناء زوارة الليبي في الساعات الأولى من فجر الأحد.
وتم إيواؤهم في مركز استقبال "كونترادا إمبرياكولا" الذي كان فارغًا قبل ساعات فقط، بعد نقل 173 شخصًا إلى ميناء إمبيدوكلي.
إنقاذ 146 مهاجرًا
وصل مساء الأحد إلى ميناء سافونا 146 مهاجرًا، بعد أن أنقذتهم سفينة "لايف سابورت" التابعة لمنظمة "إيمرجنسي" غير الحكومية.
وجاءت هذه العملية بعد سلسلة من ثلاث عمليات إنقاذ طارئة نفذتها السفينة بين 6 و7 أغسطس، استهدفت قوارب مطاطية وزجاجية مكتظة بالمهاجرين، من بينهم نساء حوامل وقُصّر غير مصحوبين، وعدد كبير لا يرتدي سترات نجاة.
وأفاد طاقم الإنقاذ أن إحدى العمليات كانت معقدة للغاية، بعدما اقترب قارب مكتظ بسرعة من السفينة، وشرع قادته في تحريض الركاب على القفز إلى سفينة المنظمة، ما أدى إلى سقوط بعضهم في المياه، وتم إجلاء مهاجر في حالة حرجة بواسطة طائرة هليكوبتر تابعة لخفر السواحل.
أوضاع إنسانية مأساوية
أكدت منظمة "إيمرجنسي" أن الناجين الذين تم إنقاذهم ينحدرون من دول تمزقها الحروب والأزمات الاقتصادية، أبرزها السودان الذي يشهد حربًا منذ أكثر من عامين، إضافة إلى أفغانستان وبنغلاديش وبوركينا فاسو والكاميرون وكوت ديفوار وإريتريا وغامبيا وغانا وغينيا ومالي ونيجيريا والسنغال والصومال.
ويعاني القادمون من هذه البلدان من مزيج قاتل من العنف المسلح، وانهيار البنى التحتية، وتدهور المناخ، ما يدفعهم للمخاطرة بحياتهم في البحر.
تعكس هذه الحوادث استمرار مأساة المهاجرين في البحر المتوسط الذي بات أحد أكثر طرق الهجرة فتكًا في العالم.
ورغم الجهود الأوروبية لتعزيز المراقبة البحرية والاتفاقات مع دول العبور، تتزايد أعداد القوارب الواصلة إلى السواحل الإيطالية في ظل غياب مسارات آمنة للهجرة، ما يجعل خطر الغرق حاضرًا في كل رحلة.