روعة علاء الدين.. طبيبة سودانية رحلت ضحية تصاعد العنف

روعة علاء الدين.. طبيبة سودانية رحلت ضحية تصاعد العنف
روعة علاء الدين

لم تكن روعة علاء الدين، نائبة أخصائية التخدير بمدينة مروي الطبية، تتوقع أن يتحول طريق عودتها إلى منزلها في الثالث عشر من أغسطس إلى مسرح جريمة مروّعة تنهي حياتها، وتترك طفلتها ذات الأربع سنوات يتيمة الأم. 

لكن يد العنف التي طالتها قبل أشهر عادت لتغتالها، في قصة تختزل مأساة النساء في السودان وسط تصاعد مخيف لجرائم الاعتداء والقتل، بحسب بيان صادر عن إدارة مدينة مروي الطبية، الأربعاء.

عرفها زملاؤها كطبيبة هادئة، مجتهدة في عملها، تحمل حلم خدمة مرضاها وتربية طفلتها الصغيرة. 

قبل أشهر، تعرضت لاعتداء بالضرب داخل سكن العاملين من قِبل شخص تم اتخاذ إجراءات قانونية بحقه، لتظل القضية أمام المحكمة، ورغم انتظار العدالة، بقي الخطر يطاردها.

جريمة أمام أبواب العمل

في يوم الجريمة، أنهت روعة مناوبتها وغادرت أسوار المدينة الطبية، كان الجاني بانتظارها، مسلحًا بسكين، ليهاجمها بطعنات متتالية استقرت في مناطق متفرقة من جسدها. 

نُقلت على وجه السرعة إلى قسم الطوارئ، وخضعت لعدة عمليات جراحية معقدة أجراها فريق من الاستشاريين، لكن نزيف الجراح كان أسبق من كل محاولات الإنقاذ.

روت إحدى زميلاتها أن روعة كانت تستعد للسفر إلى أم درمان لمتابعة إجراءات قانونية، لكن الجاني أوقف المركبة التي كانت تقلها، أخرجها بالقوة، وغرس في جسدها 16 طعنة قاتلة، لتسقط ضحية عنف متكرر لم تحمِها منه الإجراءات السابقة.

ليست جريمة فردية

قصة روعة ليست استثناءً في بلد يشهد تصاعدًا مقلقًا لجرائم العنف ضد النساء، وسط ضعف الحماية القانونية وانتشار ثقافة الإفلات من العقاب. 

وترى منظمات نسوية وحقوقية أن مقتلها جرس إنذار يستدعي سن قوانين رادعة وتفعيل العدالة لحماية النساء من عنف قد يسرق حياتهن في أي لحظة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية