نجاح فاق التوقعات.. ألمانيا تجني ثمار "ثقافة الترحيب" بعد عقد من أزمة اللجوء

نجاح فاق التوقعات.. ألمانيا تجني ثمار "ثقافة الترحيب" بعد عقد من أزمة اللجوء
مهاجر يرفع صورة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل

شهدت ألمانيا، بعد مرور عشر سنوات على استقبالها نحو مليون لاجئ في ذروة أزمة عام 2015، نتائج اندماج تجاوزت كل التقديرات السابقة. 

أكد البروفيسور هيربرت بروكر، الباحث في شؤون الهجرة وأستاذ الاقتصاد بجامعة هومبولت في برلين، أن نحو ثلثي اللاجئين الذين وصلوا حينها، ومعظمهم من سوريا، أصبحوا اليوم يعملون، وهي نسبة تكاد توازي معدل التوظيف العام البالغ 70%، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز"، الجمعة.

وعزا بروكر هذا النجاح إلى مزيج من العوامل، أبرزها الوضع الاقتصادي المزدهر بين عامي 2015 و2019، وسرعة إجراءات اللجوء، وإتاحة دورات اللغة والاندماج على نطاق واسع، بالإضافة إلى "ثقافة الترحيب" التي تبنتها الحكومة والمجتمع.

وأوضح أن هذه المقومات جعلت اندماج اللاجئين القادمين في 2015 أفضل بكثير من موجات اللجوء السابقة، حيث لم يعد سوى 10% منهم يعيشون في مراكز إيواء جماعية.

ألمانيا تتفوق أوروبياً

أشار بروكر إلى أن أداء اللاجئين في ألمانيا يفوق مثيله في أغلب الدول الأوروبية، بفضل سياسات سوق العمل المرنة والمبادرات المحلية لدعم المهارات. 

ورغم ذلك، يرى أن تحسينات إضافية ممكنة، منها السماح بالبدء الفوري في دورات اللغة وتقديم استشارات اندماج فردية.

وكذلك مراعاة متطلبات سوق العمل عند توزيع اللاجئين جغرافياً، إذ إن إغفال ذلك كلّف الاقتصاد ما بين ثلاث إلى خمس نقاط مئوية في معدل التوظيف.

التحديات وتغيير الخطاب

ورغم النجاح البارز، لا تزال بعض البلديات تعبر عن قلقها من الضغط على الخدمات العامة، لكن بروكر يؤكد أن البنية التحتية اليوم أكثر جاهزية مما كانت عليه في 2015. 

وشدد على أن معظم المواقف السلبية تجاه اللاجئين لا تعكس الحقائق، بل تتأثر بالخطاب السياسي، لافتاً إلى أن 85% من اللاجئين في ألمانيا لديهم وضع حماية قانوني معترف به. 

وختم بقوله إن فقدان التعاطف مع الفارين من الحرب والاضطهاد يطمس قصصهم الإنسانية ويختزلهم في أرقام وإجراءات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية