مظاهرات وتوتر متصاعد في واشنطن رفضاً للسيطرة الفدرالية على العاصمة

خيّم التوتر على العاصمة الأمريكية واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقب قرار الرئيس دونالد ترامب فرض سيطرة فدرالية على شرطة العاصمة بدعوى الحد من الجريمة. الخطوة أثارت اعتراضات واسعة، دفعت المدعي العام للعاصمة براين شوالب إلى رفع دعوى قضائية ضد الإدارة الأمريكية لوقف ما وصفه بـ"الاستيلاء" على الشرطة.

وقضى حكم فدرالي بتسوية مؤقتة، أبقت قائدة شرطة العاصمة باميلا سميث مسؤولة عن نحو 3100 عنصر، فيما جُرّد المفوض الطارئ الذي عينته المدعية العامة بام بوندي، وهو رئيس إدارة مكافحة المخدرات تيري كول، من صلاحيات إصدار الأوامر، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد.

وانتقلت عمدة واشنطن موريل باوزر من لهجة دبلوماسية حذرة إلى خطاب صدامي حاد، ووصفت خطوة ترامب بأنها "دفع استبدادي"، مؤكدة أن "تسيير شرطة ضد مواطنين أمريكيين على أرض أمريكية أمر غير أمريكي".

احتجاجات واعتقالات بالجملة

بالتزامن مع النزاع القانوني، اندلعت احتجاجات واسعة تحت شعار "ترامب يجب أن يرحل"، امتدت من دوبونت سيركل حتى محيط البيت الأبيض، وانتشرت على مواقع التواصل مشاهد لاعتقالات واسعة ولقطات لشوارع شبه فارغة في كولومبيا هايتس.

ووثّقت "واشنطن بوست" اعتقال سائق دراجة نارية على يد قوة فدرالية مقنعة، حمل أحد عناصرها شارة وكالة الهجرة والجمارك (ICE)، فيما أكدت شرطة العاصمة عدم مشاركتها في العملية. 

وقال البيت الأبيض إن المستهدف مهاجر غير موثق يواجه قرار ترحيل، قاوم الاعتقال وتسبب بإصابة ضابط بارتجاج دماغي.

أكثر من 300 موقوف 

وبحسب أرقام رسمية، فقد تم اعتقال أكثر من 300 شخص منذ الجمعة، بينهم 135 مهاجراً غير موثق، كما جرى تفكيك 44 مخيماً للمشردين من الأراضي الفدرالية. 

وأفاد ناشطون باعتقال الناشطة أفيني إيفانز بعد تعرضها لرذاذ الفلفل، قبل أن يطلق سراحها وسط احتجاجات أمام قصر العدل.

أعلنت ولايات جمهورية مثل وست فرجينيا وكارولاينا الجنوبية عزمها إرسال 700 عنصر إضافي من الحرس الوطني إلى العاصمة، لينضموا إلى 800 سبق نشرهم. 

انتهاك حقوق سكان العاصمة

في المقابل، شدد ناشطون محليون على أن ما يحدث يمثل "تجريفاً للديمقراطية" وانتهاكاً لحقوق سكان العاصمة الذين يفتقرون إلى التمثيل الكامل في الكونغرس.

في ختام أسبوع متوتر، وجهت العمدة باوزر رسالة إلى سكان واشنطن، أقرت فيها بوجود "أزمة" غير مسبوقة، لكنها أثنت على روح التضامن بين الأهالي، مؤكدة أن العاصمة "ستُظهر للأمة بأسرها ما يعنيه الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية، حتى حين لا نملكها كاملة".