سلسلة من الملاحقات.. أحكام قاسية ضد نساء بهائيات في إيران
سلسلة من الملاحقات.. أحكام قاسية ضد نساء بهائيات في إيران
على مدار السنوات الأخيرة، تحوّلت حياة أبناء الطائفة البهائية في إيران إلى سلسلة من الملاحقات الأمنية والقضائية، في ظل غياب الحماية القانونية لحقوقهم الدينية والمدنية.
ويصف ناشطون حقوقيون وضع البهائيين بأنه الأسوأ بين الأقليات الدينية، حيث تُسجّل بحقهم غالبية الانتهاكات التي ترصدها منظمات المجتمع المدني، ما يجعل قصتهم مرآة صارخة للتحديات التي تواجه حرية المعتقد في إيران.
وأصدرت محكمة الاستئناف الإقليمية في همدان، في أغسطس الجاري، أحكاماً بالسجن بحق ست نساء بهائيات بلغت في مجموعها نحو 39 عاماً.
والنساء المحكوم عليهن هن: ندى محبي، وعاطفة زاهدي، وفريدة أيوبي، ونورا أيوبي، وزرّين دخت أحد زاده، وجالة رضائي.
وأكدت وكالة "هرانا" الإيرانية، اليوم الاثنين، أن المحكمة ثبتت الأحكام دون تحديد موعد جلسة أو السماح لمحامي الدفاع بالمرافعة، في انتهاك واضح لحقوق المحاكمة العادلة.
تفاصيل الأحكام والتهم
حُكم على ندى محبي بالسجن خمس سنوات بتهمة "التدريس والدعاية"، إضافة إلى عامين وثمانية أشهر بتهمة "العضوية في الجماعة البهائية"، فيما عُلّق تنفيذ ثلاث سنوات من الحكم لمدة خمس سنوات.
أما بقية النساء فقد صدر بحق كل واحدة منهن أحكام بالسجن تصل إلى ست سنوات وخمسة أشهر، بينها عقوبات بتهم "الوعظ المخالف للشريعة" والانتماء للبهائية، وتم تعليق جزء من هذه الأحكام لفترات محددة.
سبقت هذه الأحكام حملة أمنية في نوفمبر 2023، حيث اعتُقلت النساء الست ونُقلن إلى مركز احتجاز مديرية استخبارات همدان، قبل أن يُفرج عنهن بكفالة في ديسمبر من العام ذاته.
كما تعرضت منازل بعضهن، مثل منزل جالة رضائي وفريدة أيوبي، للتفتيش من قبل قوات الأمن.
البهائيون في إيران
يُعد البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، إلا أنهم لا يحظون بأي اعتراف رسمي، وتفرض السلطات قيوداً واسعة عليهم تشمل حرمانهم من التعليم الجامعي، إغلاق محلاتهم التجارية، والتضييق على ممارسة شعائرهم الدينية.
وتشير تقارير حقوقية إلى أن ما يقارب 72% من الانتهاكات الموثقة ضد الأقليات الدينية في إيران خلال السنوات الثلاث الماضية استهدفت البهائيين تحديداً، ما يعكس سياسة ممنهجة تقوم على الإقصاء والتمييز.