سببت جدلاً في الملاعب الألمانية.. إنفانتينو يطالب بحماية ضحايا العنصرية
سببت جدلاً في الملاعب الألمانية.. إنفانتينو يطالب بحماية ضحايا العنصرية
بدأ الاتحاد الألماني لكرة القدم، اليوم الاثنين، تحقيقاً رسمياً في أحداث عنصرية شهدتها مباراتان ضمن بطولة كأس ألمانيا، مساء الأحد، وأكد متحدث باسم الاتحاد أن اللجنة المختصة ستفتح أيضاً إجراءات ضد الناديين المرتبطين بالواقعتين، معتبراً أن الأمر يمس سلامة اللعبة وقيمها.
رد الفعل جاء سريعاً من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو الذي وصف ما حدث بأنه مرفوض تماماً وفق وكالة الأنباء الألمانية، وقال إنفانتينو إن "كرة القدم لا مكان فيها للتمييز والعنصرية"، مضيفاً أنه ينتظر توضيحاً من الاتحاد الألماني واتخاذ عقوبات واضحة بحق المتورطين، وأكد دعم الفيفا الكامل للاعبين المتضررين، مشدداً على ضرورة حماية حقوقهم وضمان كرامتهم داخل الملاعب.
شتانسدورف وكايزرسلاوترن
في مباراة جمعت آينتراخت شتانسدورف بنادي كايزرسلاوترن، تعرض أحد لاعبي الفريق الضيف لإساءات عنصرية من أحد الجماهير أثناء الإحماء قرب خط الملعب، تدخل رجال الأمن والجماهير الحاضرة بسرعة لتحديد المتورط، واستكملت المباراة دون توقف، ورغم الحادثة، حقق كايزرسلاوترن فوزاً كبيراً بسبعة أهداف نظيفة.
وفي مواجهة أخرى انتهت بفوز شالكه على لوك لايبزيغ بهدف وحيد في الوقت الإضافي، توقفت المباراة لدقائق إثر خلاف بين لاعب شالكه كريستوفر أنطوي أجاي والجماهير، وأصر اللاعب على تعرضه لإساءة عنصرية فردية، وأوضح أن ما حدث "غير مقبول في زمننا الحالي"، داعياً المتورط إلى التفكير في خطورة كلماته.
بعد استئناف اللقاء، واصل بعض المشجعين إطلاق صيحات استهجان ضده كلما لمس الكرة، أما إدارة لوك لايبزيغ فاكتفت بالقول إنها لا تستطيع تأكيد ما إذا كانت الإساءة ذات طابع عنصري.
دعوات للتريث
هيرمان فينكلر، رئيس اتحاد شمال شرق ألمانيا لكرة القدم، دعا إلى التروي وعدم الاستعجال في إصدار الأحكام قبل اكتمال التحقيقات الرسمية، لكنه شدد في الوقت نفسه على خطورة هذه الظاهرة، مؤكداً أن معالجة العنصرية في الملاعب يجب أن تكون أولوية لا تحتمل التأجيل.
وتزايدت في السنوات الأخيرة الحوادث المرتبطة بالعنصرية في الملاعب الأوروبية، رغم حملات التوعية والشعارات الدولية لمناهضة التمييز، وتشير تقارير منظمات حقوقية رياضية إلى أن اللاعبين من أصول إفريقية وآسيوية هم الأكثر عرضة للإساءات، سواء داخل الملاعب أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد أطلقا مبادرات عدة للحد من هذه الظاهرة، من بينها إيقاف المباريات عند تكرار السلوكيات العنصرية وفرض غرامات مالية وعقوبات على الأندية، ومع ذلك، يظل الجدل قائماً حول مدى فعالية هذه الإجراءات في ردع السلوكيات الفردية، وحول مسؤولية الأندية في توعية جماهيرها وتعزيز ثقافة الاحترام داخل الرياضة.