وسط موجة حر قياسية.. حرائق الغابات تداهم إسبانيا والبرتغال
وسط موجة حر قياسية.. حرائق الغابات تداهم إسبانيا والبرتغال
تتواصل حرائق الغابات في إسبانيا والبرتغال، مدمرةً مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات، وسط موجة حر قياسية تجاوزت 44 درجة مئوية في بعض المناطق.
وأجبرت النيران السلطات على إجلاء آلاف السكان، بينما استُنفرت آلاف العناصر من قوات الطوارئ لاحتواء الكارثة، بحسب ما ذكرت صحيفة لابانجورديا الإسبانية، اليوم الاثنين.
وأعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عن إرسال 500 جندي إضافي، ليرتفع عدد القوات العسكرية المشاركة إلى نحو 1900 عنصر، في واحدة من أوسع عمليات الاستجابة خلال السنوات الأخيرة.
في إقليم أورينسي وحده، يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على أكثر من 40 حريقاً كبيراً لا تزال مشتعلة.
أوروبا وموسم استثنائي
الحرائق ليست محلية فقط، بل تأتي في إطار ظروف مناخية استثنائية تجتاح القارة الأوروبية، فوفقاً لشركة "أكيوويذر"، يشهد الاتحاد الأوروبي "أسوأ موسم حرائق في تاريخه"، إذ التهمت النيران أكثر من 2.4 مليون فدان من فرنسا وإسبانيا إلى اليونان وألبانيا.
وقد أرسلت بروكسل طائرات إطفاء لدعم مدريد ولشبونة، فيما طلبت خمس دول أوروبية مساعدة عاجلة لمواجهة الحرائق.
في البرتغال، أعلن الدفاع المدني أن نصف المساحات المحترقة هذا العام –نحو 77,500 هكتار– دمرتها النيران خلال ثلاثة أيام فقط.
أكبر هذه الحرائق يشتعل قرب بلدة بيوداو السياحية، فيما يستمر حريق آخر في ترانكوسو منذ أكثر من ثمانية أيام.
حتى الآن، التهمت الحرائق نحو 139 ألف هكتار منذ يوليو، أي 17 ضعفاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
جهود وعجز الإمكانات
في قرية فيلارديفوس بمنطقة جاليسيا، اضطر السكان لاستخدام دلائها التقليدية لإخماد النيران، بعد انقطاع الكهرباء عن مضخات المياه.. هذه الجهود العفوية كشفت هشاشة الإمكانات أمام حرائق بحجم كارثي.
كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن بُعد بشري مقلق، إذ تم توقيف 27 شخصاً منذ يونيو للاشتباه بتورطهم في إشعال الحرائق عمداً، فيما يخضع 92 آخرون للتحقيق.
وأسفرت الحرائق حتى الآن عن وفاة شخص واحد وإصابة عدد من المدنيين، فضلاً عن إصابة أربعة جنود خلال عمليات الإطفاء.
وحذّرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) من استمرار مستويات الخطر المرتفعة طوال عطلة نهاية الأسبوع، رغم توقعات بانخفاض الحرارة بدءاً من الثلاثاء، ما قد يمنح فرق الإطفاء فرصة أكبر للسيطرة.
موسم ناري تاريخي
بين موجة حر غير مسبوقة، وجفاف شديد، ومؤشرات على حرائق متعمدة، تبدو إسبانيا والبرتغال أمام موسم ناري تاريخي لم تشهداه منذ عقود.
ومع انتظار دعم إضافي من شركاء أوروبا، يظل التحدي الأكبر هو إنقاذ ما تبقى من الغابات والأرواح، في مواجهة كارثة طبيعية مرشحة للتفاقم بفعل التغير المناخي.