تحذيرات أممية من انهيار السلام وتفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان

تحذيرات أممية من انهيار السلام وتفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان
مجلس الأمن الدولي

حذّرت الأمم المتحدة من أن تجدد أعمال العنف في جنوب السودان ينذر بالانتشار إلى دول الجوار، مع استمرار التدهور الحاد في الوضع الإنساني.

وشهدت الدولة التي استقلت عن السودان عام 2011 حرباً أهلية دامية بين عامي 2013 و2018، أسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص وتشريد أربعة ملايين، قبل أن ينجح اتفاق هش لتقاسم السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار في خفض مستوى القتال.

لكن توقف مشار عن المشاركة السياسية في مارس الماضي، أثار مخاوف من انزلاق البلاد مجدداً إلى أتون صراع واسع يتسبب في سقوط مزيد من الضحايا.

تحذيرات من "تآكل مكتسبات السلام"

مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، قالت أمام مجلس الأمن،  يوم الاثنين، إن "الموقف الحالي للجيش والعمليات الجارية في جنوب السودان يهددان بتأجيج مزيد من العنف وإعادة إشعال النزاعات بين الجماعات". وحذرت من أن استمرار هذا التوجه سيؤدي إلى تعقيد الصراع، بتحوله من مواجهات سياسية وعسكرية إلى انقسامات قبلية أوسع، مع احتمالية تدخل أطراف إقليمية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

بوبي شددت على أن المجتمع الدولي طالب مراراً بوقف الأعمال العدائية والعودة إلى الحوار، لكن هذه الدعوات لم تلق استجابة، في حين تستمر الانتهاكات والإجراءات الأحادية التي تقوض اتفاق السلام وتشل حكومة الوحدة الوطنية.

ودعت الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة إلى كسر الجمود عبر الالتزام مجدداً بوقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والانخراط في حوار مباشر لمعالجة ملفات جوهرية مثل الترتيبات الأمنية، العدالة الانتقالية، وصياغة الدستور تمهيداً لأول انتخابات مقررة في ديسمبر 2026.

لكن في ظل شلل سياسي وفساد مستشرٍ، يبقى الوضع الإنساني مقلقاً للغاية، حيث يعاني نحو 7.7 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم 83 ألف يواجهون خطر المجاعة، بينما لم تحصل خطة الاستجابة الإنسانية الأممية سوى على 28 في المئة من التمويل المطلوب.

مواجهات تزيد التوتر

الأوضاع الداخلية ترافقت مع أحداث عنف حدودية، إذ أدى تبادل لإطلاق النار بين قوات من جنوب السودان وأوغندا أواخر يوليو إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، وتتهم جوبا جارتها بالتدخل في شؤونها الداخلية منذ سنوات، ما يزيد المخاوف من انزلاق الصراع نحو بعد إقليمي أوسع.

جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، تأسست في يوليو 2011 بعد انفصالها عن السودان عقب استفتاء شعبي تاريخي. غير أن الحلم بالاستقرار سرعان ما تبدد مع اندلاع حرب أهلية بين أنصار الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، أدت إلى سقوط مئات الآلاف من الضحايا وأزمة نزوح واسعة.

ورغم توقيع اتفاق لتقاسم السلطة عام 2018، فإن ضعف المؤسسات، والانقسامات العرقية والسياسية، وانهيار الخدمات الأساسية، لا تزال تشكل تهديداً دائماً لمسار السلام، وسط مخاوف دولية من تحول البلاد إلى ساحة صراع إقليمي جديد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية