هايتي بين فكي العنف والجوع.. الأمم المتحدة توجه نداء عاجلاً لإنقاذ 1.3 مليون نازح
هايتي بين فكي العنف والجوع.. الأمم المتحدة توجه نداء عاجلاً لإنقاذ 1.3 مليون نازح
يشهد أكثر من 1.3 مليون شخص نزحوا من ديارهم في هايتي ظروفاً مأساوية، مع تفاقم عنف العصابات المسلحة وتراجع التمويل الدولي، خصوصاً من الولايات المتحدة، ما يهدد حياة النساء والفتيات على نحو خاص.
وتشير تقارير إنسانية إلى أن العنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب الجماعي، أصبح أداة قاسية تُمارس ضد النساء والفتيات، ولا سيما في العاصمة بورت أو برنس والمخيمات المكتظة بالنازحين.
خدمات تتوقف بسبب نقص التمويل
تراجع الدعم الدولي أدى إلى إغلاق مراكز حيوية تقدم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، إضافة إلى خدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعاني النازحون من صعوبة الوصول إلى الخدمات المحدودة المتبقية، بسبب انعدام الأمن وخطر الهجمات.
كريستيان فوفي، منسق الشؤون الإنسانية في صندوق الأمم المتحدة للسكان في هايتي، أكد أن "العنف يضاعف يأس النساء اللواتي يكافحن لتأمين أبسط ضروريات الحياة"، مشيراً إلى زيادة حالات البغاء نتيجة الحرمان من الموارد المالية.
الحاجة إلى حماية عاجلة
بحسب فوفي، هناك أكثر من 100 موقع نزوح في أنحاء هايتي، لكن 11 فقط تحظى بخدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفي ظل عيش عشرات العائلات في غرف ضيقة، يتضاعف خطر تعرض النساء والفتيات للعنف.
وأضاف أن الصندوق يوزع "حقائب الكرامة" التي تحتوي على مستلزمات أساسية للنساء، لكنه شدد على أن ما يتم توزيعه غير كافٍ لمواجهة الأزمة المتنامية.
في عام 2020، قدمت الولايات المتحدة 65% من التمويل الإنساني لهايتي، إلا أن التخفيضات الأخيرة حرمت أكثر من 25 ألف امرأة وفتاة من الخدمات، كما أن مخزون البلاد من "مجموعات ما بعد الاغتصاب"، التي كانت تمولها واشنطن بالكامل، بات في أدنى مستوياته.
ورغم هذه القيود، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان العمل في الميدان، ويقود آلية تنسيق الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى تشغيل خط ساخن يقدم دعماً نفسياً واجتماعياً للضحايا في ظل القيود الأمنية.
دعوة إلى تحرك دولي
دعا فوفي المجتمع الدولي إلى سد الفجوة التمويلية الضخمة في خطة الاستجابة الإنسانية، محذراً من أن النساء والفتيات يتحملن الثمن الأكبر في ظل غياب الأمن والتمويل.
وقال: "ينبغي التحرك الآن، لأن الغد سيكون قد فات الأوان بالنسبة للاحتياجات الإنسانية وظروف المعيشة القاسية في مواقع النزوح".
تشهد هايتي منذ سنوات أزمة أمنية واجتماعية متفاقمة مع صعود نفوذ العصابات المسلحة، التي تسيطر على مساحات واسعة من العاصمة ومحيطها، وأدى هذا الوضع إلى موجات نزوح غير مسبوقة داخل البلاد، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في ظروف غير إنسانية.
النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً من العنف والانهيار الاقتصادي، في حين تعاني المنظمات الإنسانية من نقص تمويل حاد يعرقل قدرتها على الاستجابة، وبحسب الأمم المتحدة، فإن استمرار الأزمة دون تدخل عاجل سيقود إلى كارثة إنسانية صامتة تطول الملايين.