"مفوضية حقوق الإنسان": الجوع يطارد سكان غزة وسط قيود إسرائيلية على المساعدات

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن خطر الجوع الشديد أصبح ينتشر في كل مكان في قطاع غزة، ووصفت ذلك بأنه نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في منع وصول المساعدات الإنسانية.

المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان، أوضح في مؤتمر صحفي بجنيف يوم الثلاثاء أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح خلال الأسابيع الماضية بدخول المساعدات إلا بكميات ضئيلة للغاية، لا تكفي لتفادي أزمة جوع واسعة.

وأكد أن الوصول إلى الإمدادات الشحيحة أصبح في حد ذاته مسعى محفوفا بالموت، مشيرا إلى أن المفوضية وثّقت مقتل 1857 فلسطينيا بين أواخر مايو ومنتصف أغسطس أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم أكثر من ألف شخص قتلوا قرب مراكز توزيع المساعدات و836 قتلوا على طرق شاحنات الإمدادات، مضيفا أن معظم هذه الحوادث وقعت بأيدي الجيش الإسرائيلي.

نزوح وهجمات متكررة

تحدث الخيطان أيضا عن تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال غزة وإصداره أوامر نزوح لسكان مدينة غزة باتجاه منطقة المواصي، رغم تعرض المنطقة نفسها لغارات متكررة.

وأشار إلى أن المفوضية سجلت خمس هجمات على خيام النازحين في المواصي يومي 16 و17 أغسطس، أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.

ويعاني مئات الآلاف من النازحين في هذه المنطقة من نقص شديد في الغذاء والماء والكهرباء ومواد الإيواء الأساسية.

معوقات أمام مواد الإيواء

من جانبه، حذّر يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، من تفاقم الوضع الإنساني بعد نحو خمسة أشهر من منع دخول مواد الإيواء، رغم نزوح أكثر من 700 ألف شخص خلال تلك الفترة.

وأوضح أن الأمم المتحدة وشركاءها لم يتمكنوا من إدخال أي مواد للإيواء حتى مساء أمس، على الرغم من الإعلان الإسرائيلي عن رفع الحظر.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن متطلبات التسجيل الجديدة للمنظمات الدولية تعرقل وصول المساعدات، حيث يُطلب منها مشاركة بيانات شخصية عن موظفين فلسطينيين، وهو ما يتعارض مع قوانين كثير من الدول ويحد من قدرة المنظمات على حماية المدنيين.

انتهاك كرامة المعتقلين

وفي سياق آخر، أدانت مفوضية حقوق الإنسان ما وصفته بالتصرف "المهين" من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تجاه القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي داخل السجن، معتبرة أن نشر مقطع الفيديو الذي يظهر الحادث يشكل اعتداء على كرامة المحتجز، وأكدت أن القانون الدولي يلزم إسرائيل باحترام حقوق السجناء وحمايتهم من أي معاملة مسيئة.

منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، يواجه القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ قتل عشرات الآلاف من المدنيين، فيما يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود.

وأفادت تقارير الأمم المتحدة بأن ثلثي سكان غزة مهددون بالمجاعة، وأن القطاع يسجل أعلى معدل نزوح داخلي في تاريخه، ومع استمرار القيود الإسرائيلية على المعابر، تبقى كميات المساعدات التي تدخل غير كافية، في وقت تتزايد فيه الحاجة الملحة إلى الغذاء والمياه ومواد الإيواء والرعاية الطبية.