مسؤولة أممية: الانهيار الإنساني في السودان يوازي خطورة الوضع في غزة
مسؤولة أممية: الانهيار الإنساني في السودان يوازي خطورة الوضع في غزة
الأزمة السودانية لا تقل خطورة عن الوضع في غزة، بهذه العبارة وصفت سيفيرين راي، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (أوتشا)، المشهد السوداني الذي يواجه فيه ملايين المدنيين خطر المجاعة وسط انهيار كامل للبنية التحتية، وقالت إن ما يحدث في السودان "يكاد يكون أزمة منسية رغم فداحتها"، محذرة من أن استمرار الإهمال الدولي يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
انتهاكات واسعة وجرائم حرب
أكدت المسؤولة الأممية في مداخلة مع "قناة القاهرة الفضائية" مساء الثلاثاء أن ساحات الصراع في السودان تعج بانتهاكات جسيمة وجرائم حرب تطول المدنيين بشكل مباشر، في حين تواجه المنظمات الإنسانية تحديات هائلة في إيصال المساعدات، خصوصاً للأطفال، وتحدثت عن بيئة أمنية شديدة الخطورة تجعل عمل فرق الإغاثة محفوفاً بالمخاطر.
حماية العاملين في الإغاثة
أشارت راي إلى أن أحد أهم أدوار الأمم المتحدة يتمثل في ضمان سلامة العاملين على إيصال المساعدات، عبر تنسيق الجهود لتقليل المخاطر وتعزيز آليات الحماية، وأضافت أن تكرار استهداف فرق الإغاثة يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويضاعف من معاناة المدنيين المحاصرين بين نيران الحرب ونقص الإمدادات.
وحول خطط الاستجابة الإنسانية، أوضحت راي أن هناك فجوة غير مسبوقة في التمويل المطلوب، إذ تسعى المنظمة للوصول إلى نحو ثمانين في المئة من حجم التمويل اللازم، وأشارت إلى أن تعدد الأزمات الممتدة في المنطقة، من السودان إلى غزة واليمن وسوريا، يفاقم الضغوط على الموارد الدولية ويحد من قدرة الوكالات الأممية على تغطية كل الاحتياجات.
عوائق لوجستية وأمنية
أوضحت المسؤولة الأممية أن العقبات أمام وصول المساعدات لا تقتصر على نقص التمويل، بل تشمل أيضاً تحديات لوجستية وأمنية تُعوّق إيصال الإمدادات إلى ملايين المتضررين، ومع ذلك، أعربت عن تقدير الأمم المتحدة للدول المانحة التي تواصل دعمها وتسهيل مرور المساعدات عبر مناطق النزاع.
تتجسد الأزمة السودانية اليوم في معادلة قاسية تجمع بين الجوع والخوف والحرمان من أبسط الخدمات، ومع تصاعد العنف المسلح وتواصل النزوح الجماعي، يبقى المدنيون العالقون في قلب الصراع هم الخاسر الأكبر، فيما تضعف فرص الوصول إلى حل قريب.
اندلع النزاع في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيار شامل في الأوضاع الإنسانية، ووفقاً للأمم المتحدة، خلّف الصراع أكثر من عشرين ألف قتيل وتسبب في نزوح ما يقارب خمسة عشر مليون شخص داخل وخارج البلاد، كما أدت الحرب إلى تدمير المرافق الصحية وشبكات المياه والكهرباء، وهو ما ضاعف من مخاطر انتشار الأوبئة وأزمات الغذاء.
السودان، الذي كان يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية خانقة قبل الحرب، تحول إلى ساحة مأساة إنسانية مركبة تجمع بين العنف والنزوح والجوع، وسط تراجع الاستجابة الدولية، ما يهدد مستقبل ملايين المدنيين إذا لم يتم التحرك العاجل لإيجاد حلول سياسية وإنسانية شاملة.