هجوم يستهدف قافلة إنسانية لبرنامج الأغذية العالمي في شمال دارفور

أعلن برنامج الأغذية العالمي أن قافلة إنسانية تابعة له تعرضت الأربعاء لهجوم بالقرب من مدينة مليط في شمال دارفور، إحدى أكثر المناطق السودانية تضرراً من المجاعة.

وقال المتحدث باسم البرنامج، غيفت واتاناساثورن، في تصريحات صحفية: "إن ثلاث شاحنات من أصل 16 شاحنة ضمن القافلة التي كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة اشتعلت فيها النيران وتضررت"، مؤكداً أن جميع أفراد الطواقم الإنسانية بخير بحسب وكالة فرانس برس.

وأضاف أن القافلة كانت في طريقها إلى قرية الصياح في ولاية شمال دارفور، مشدداً على "ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وعدم استهداف العاملين والإمدادات الإنسانية تحت أي ظرف".

اتهامات بين الجيش والدعم السريع

لم يحدد برنامج الأغذية العالمي الجهة المسؤولة عن الهجوم، غير أن قوات الدعم السريع سارعت إلى اتهام الجيش السوداني بالوقوف وراءه.

وقالت في بيان إنها تدين "استهداف طيران الجيش قافلة إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وتدمير شاحنتين"، مشيرة إلى "سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء" داخل سوق مليطن ولم يصدر الجيش تعليقاً فورياً على هذه الاتهامات.

مجاعة خانقة في الفاشر

الهجوم يأتي في وقت يعيش فيه إقليم دارفور كارثة إنسانية غير مسبوقة. فقد وثّق برنامج الأغذية العالمي وفاة 63 شخصاً خلال أسبوع واحد في مدينة الفاشر الشهر الجاري بسبب سوء التغذية، فيما باتت مئات العائلات تقتات على علف الحيوانات وبقايا الطعام بعد إغلاق معظم المطابخ المشتركة.

وتقدّر الأمم المتحدة أن 40% من الأطفال دون الخامسة في الفاشر يعانون سوء التغذية، بينهم 11% في حالة حرجة. كما أن نحو مليون شخص محاصرون داخل المدينة والمخيمات المجاورة دون وصول منتظم للمساعدات.

أسعار مضاعفة وأمراض متفشية

وفق برنامج الأغذية العالمي، ارتفع سعر الذرة الرفيعة والقمح المستخدم في الخبز والهريسة بنسبة 460% في الفاشر مقارنة ببقية مناطق السودان، وسط فراغ شبه كامل للأسواق من السلع.

وتفاقم الأزمة الصحية تفشي أسوأ موجة كوليرا منذ سنوات في دارفور، حيث حذّرت اليونيسف من أن أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة مهددون بالعدوى في ولاية شمال دارفور وحدها، في حين سُجلت أكثر من 2400 وفاة مرتبطة بالوباء في 17 ولاية سودانية منذ العام الماضي.

تستعر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين، وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، فيما تصف الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم حالياً.