غزة بين النار والجوع.. صرخة المدنيين تتواصل وسط ضربات إسرائيلية لا تهدأ

تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تحويل الحياة اليومية إلى مأساة مفتوحة، حيث تتقاطع أصوات القصف مع صرخات الجوع والاستغاثة، وفي ظل غياب الأمان، يعيش ملايين المدنيين بين ركام المنازل المدمرة، وأوامر الإخلاء القسرية، والمخاطر الصحية الناتجة عن نقص الدواء والغذاء، ومع كل يوم يمر، تتضاعف الكلفة الإنسانية والحقوقية لهذه الحرب التي وُصفت بـ"الإبادة الجماعية".

أفادت مصادر محلية، اليوم الأربعاء، بأن غارات إسرائيلية استهدفت أحياء الدرج والزيتون والصبرة في مدينة غزة، إضافة إلى خيام نازحين في الشيخ رضوان وخان يونس، وأسفر القصف عن استشهاد مدنيين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة، إلى جانب عدد من الإصابات الخطيرة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن مقتل الصحفيين في غزة "ينبغي أن يصدم العالم ويدفعه إلى التحرك"، بعد غارة إسرائيلية استهدفت مجمع "ناصر" الطبي وأدت إلى استشهاد عدد من الصحفيين.

المتحدث باسم المفوضية وصف ما جرى بأنه "مروع"، مشيراً إلى أن 247 صحفياً فلسطينياً استشهدوا منذ السابع من أكتوبر 2023. 

وأضاف أن "الصحفيين يمثلون أعين وآذان البشرية، وحمايتهم واجب دولي"، داعياً إلى تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

مأساة إنسانية متفاقمة

على الصعيد الإنساني، حذّر المفوض العام لوكالة "الأونروا" من أن المساعدات التي تدخل إلى غزة "غير كافية بأي شكل لتلبية الاحتياجات". 

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المجاعة حصدت حتى الآن أرواح 303 مدنيين، بينهم 117 طفلاً، مشيراً إلى أن سوء التغذية يتسبب يومياً بضحايا جدد.

في ظل هذه الأوضاع، تعاني المستشفيات من نقص حاد في وحدات الدم، حيث تتعدى الحاجة اليومية 350 وحدة، بينما يعجز النظام الصحي المنهك عن تلبية الاحتياجات الأساسية.

أوامر إخلاء للسكان

تواصل القوات الإسرائيلية إصدار أوامر إخلاء جديدة، ما يدفع آلاف العائلات إلى النزوح نحو الجنوب، وبحسب المفوض العام للأونروا، فقد نزح أكثر من 36 ألف شخص مؤخراً من شمال القطاع إلى دير البلح وخان يونس، كثير منهم نزحوا أكثر من مرة.

نداءات الاستغاثة تتوالى من المستشفيات والنازحين على حد سواء، فيما يبقى المطلب الأهم واضحاً.. وقف الحرب فوراً، والسماح بدخول المساعدات بلا عوائق لإنقاذ المدنيين من الجوع والموت.