وسط أوضاع متدهورة.. الكوليرا والسيول تسببان كارثة إنسانية في السودان
وسط أوضاع متدهورة.. الكوليرا والسيول تسببان كارثة إنسانية في السودان
يشهد السودان أزمة إنسانية وصحية خانقة، إذ تتداخل آثار النزاع المستمر منذ أكثر من عامين مع انتشار الأمراض والأوبئة، فضلًا عن الكوارث الطبيعية التي تضرب السكان بشكل متكرر.
وأدى تفشي وباء الكوليرا والسيول المدمرة إلى سقوط ضحايا جدد، اليوم الأربعاء، في حين يعيش ملايين المدنيين في ظروف أشبه بالكارثة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس بيرس".
وشهدت ولاية نهر النيل والشمالية موجة أمطار غزيرة وسيولاً أدت إلى انهيار منازل ومقتل عدد من المدنيين، بينهم طفل وامرأتان في مدينة حجر العسل، إضافة إلى مصرع الشقيقين مصعب ووعد عماد بمدينة الدامر.
المياه تحاصر أحياءً كاملة
وأفادت مصادر محلية بوجود إصابات متعددة وحصار أحياء بأكملها تحت المياه، فيما قطعت السيول طرقًا رئيسية، بينها الطريق الرابط بين السودان ومصر عبر وادي حلفا.
وفي الجانب الصحي، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن تسجيل 1210 إصابات جديدة بالكوليرا و36 وفاة خلال أسبوع واحد، ليرتفع إجمالي الإصابات منذ أغسطس 2024 إلى 102,831 إصابة، بينها أكثر من 2561 وفاة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن جميع ولايات السودان الـ18 تشهد انتشارًا للوباء، ما يجعل السيطرة عليه مهمة شديدة الصعوبة في ظل انهيار البنية الصحية ونقص الأدوية.
استمرار النزاع المسلح
تتزامن هذه الكوارث مع استمرار النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح قرابة 15 مليونًا داخل وخارج السودان.
في المقابل، قدرت أبحاث جامعية أمريكية أن حصيلة الضحايا قد تصل إلى 130 ألف قتيل، ما يبرز حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني.
وبين السيول التي تهدم البيوت، والوباء الذي يحصد الأرواح، والنزاع الذي يطحن المدنيين، يقف السودانيون في مواجهة كارثة إنسانية متكاملة الأركان، وسط مناشدات عاجلة للمنظمات الدولية بزيادة المساعدات الطبية والإغاثية، ووقف دوامة الحرب التي عمّقت الجراح وأضعفت قدرة الناس على الصمود.