زلزال أفغانستان.. آلاف الضحايا ينتظرون المأوى والدواء تحت الأنقاض
زلزال أفغانستان.. آلاف الضحايا ينتظرون المأوى والدواء تحت الأنقاض
في قرية وادير بولاية كونار، شرقي أفغانستان، يواصل الناجون من الزلزال المدمر انتظار المساعدة وسط دمار واسع النطاق.. الزلزال الذي بلغت قوته ست درجات وقع الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة نحو 3600 آخرين، فيما انهارت آلاف المنازل.
مديرية نرغل كانت الأكثر تضررا، إذ فقدت وحدها نحو ألف شخص، وأصيب أكثر من 2500 آخرين وفق ما أوردته وكالة رويترز الجمعة، كما انهار ما يزيد على 5700 منزل، ما ترك العائلات تحت العراء في ظروف قاسية.
ورغم إعلان حركة طالبان استمرار جهود الإنقاذ، إلا أن التضاريس الجبلية والأمطار الأخيرة أبطأت وصول فرق الإغاثة إلى المناطق المنكوبة شرق أفغانستان، وبعض الوحدات الخاصة جرى إنزالها جواً لنقل المصابين، لكن على الأرض يظل الفارق كبيرا بين التصريحات والواقع الذي يعيشه الأهالي.
معاناة مضاعفة
وصلت بعض الفرق التطوعية إلى وادير، وأُرسلت عيادات متنقلة، لكن الناجين يشكون من نقص حاد في الخيام والطعام والأطباء.. سيدة فقدت زوجها وابنتها تقول: "نحن جالسون تحت الشمس بلا مأوى، ولا أعرف حتى مكان علاج عائلتي ولا أملك ثمن دواء بسيط".
أما أخرى فقدت أكثر من ثلاثين فردا من عائلتها فتتمسك بقطعة قماش بالية وتقول: "لم يتبقّ لي شيء.. حتى ثمن الدواء لا أملكه".
وتزداد معاناة النساء مع القيود المفروضة عليهن في أفغانستان، إذ لا يستطعن الحصول على المساعدات أو العلاج دون مرافقة أحد المحارم، ما يضع الأرامل والناجيات في وضع هش، والمستشفى الوحيد العامل في نرغل غير قادر على استيعاب المصابين، الأمر الذي يفرض نقل الحالات الخطرة إلى كابول أو ننغرهار بالمروحيات.
تحذيرات دولية
المنظمات الإنسانية حذّرت من كارثة إنسانية وشيكة مع استمرار نقص التمويل، وبدوره أشار المجلس النرويجي للاجئين إلى إغلاق أكثر من 400 مركز صحي في أفغانستان منذ فبراير الماضي، بينها 15 في كونار و29 في ننغرهار، مع تراجع التمويل إلى 60% فقط مقارنة بالعام الماضي.
الأمم المتحدة خصصت عشرة ملايين دولار كمساعدات عاجلة، لكنها لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات، أما فرق الإغاثة التي تمكنت من الوصول إلى بعض المناطق فتصطدم بطرق مقطوعة وظروف جوية تعرقل وصولها إلى القرى الأكثر عزلة.
حياة تحت الأقمشة
في وادير وغيرها من القرى المدمرة جراء الزلزال، ينام الناجون تحت أقمشة ممزقة أو أغطية بلاستيكية، يشيّعون موتاهم على عجل وينتظرون المساعدات، وبين صرخات الأطفال وبكاء الأمهات، يخيّم الخوف من أن تتحول هذه المأساة إلى أزمة طويلة الأمد مع بطء الاستجابة الدولية.
تقع ولاية كونار شرقي أفغانستان، وهي منطقة جبلية وعرة طالما واجهت تحديات في إيصال الخدمات الأساسية، ما يجعلها أكثر هشاشة أمام الكوارث الطبيعية، الزلزال الأخير الذي بلغت قوته ست درجات تسبب في مقتل أكثر من 2200 شخص وإصابة 3600 آخرين، إضافة إلى انهيار أكثر من 5700 منزل وتشريد آلاف العائلات، وتأتي هذه الكارثة في وقت تعاني فيه البلاد أصلا من تراجع الدعم الدولي وإغلاق أكثر من 400 مركز صحي منذ مطلع العام، بينها عشرات المراكز في ولايتي كونار وننغرهار المجاورة، وعلى الرغم من تخصيص الأمم المتحدة عشرة ملايين دولار كمساعدات عاجلة، إلا أن هذا المبلغ يبقى بعيدا عن تلبية الاحتياجات المتصاعدة، فيما تعوق التضاريس الصعبة والطقس الماطر وصول الإغاثة إلى القرى الأكثر تضررا، وتزيد القيود المفروضة على النساء الوضع تعقيدا، إذ تحول دون وصول كثير من الأرامل والناجيات إلى المساعدة أو العلاج بسهولة، الأمر الذي يضاعف مأساة المجتمعات المحلية ويضعها أمام أزمة إنسانية طويلة الأمد ما لم تتكثف الاستجابة الدولية بشكل عاجل.