الأغذية العالمي يحذر: عشرة ملايين جائع في شرق الكونغو الديمقراطية وأزمة إنسانية تتفاقم
الأغذية العالمي يحذر: عشرة ملايين جائع في شرق الكونغو الديمقراطية وأزمة إنسانية تتفاقم
أطلق برنامج الأغذية العالمي تحذيراً شديد اللهجة بشأن تدهور الأمن الغذائي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يواجه أكثر من عشرة ملايين شخص مستويات من الجوع تصل إلى حد الأزمة أو أسوأ، في حين يعاني نحو ثلاثة ملايين منهم من الجوع الطارئ، وهو رقم وصفته الأمم المتحدة بالمقلق.
أرقام تتحدث عن مأساة صامتة
قالت سينثيا جونز، المديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خلال مؤتمر صحفي للأمم المتحدة الجمعة في جنيف، إن المقاطعات الشرقية وحدها تضم خمسة وسبعين في المئة من جميع من يعانون من الجوع الطارئ في البلاد، مشيرة إلى أن عدد المتضررين ارتفع بنحو سبعمئة ألف شخص منذ مارس 2025 وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
أوضحت جونز أن الذين يعيشون في المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يعانون من فجوات حادة في استهلاك الطعام، ومستويات مرتفعة للغاية من سوء التغذية، وأن بعضهم بدأ يفقد حياته جوعاً، وأضافت أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في بعض المناطق الشرقية تجاوزت ستين في المئة، وهو ما يشير إلى وضع خطير للغاية يهدد جيلاً كاملاً.
موارد محدودة أمام احتياجات هائلة
رغم ضخامة الأزمة، أكدت جونز أن برنامج الأغذية العالمي لا يمتلك الموارد الكافية لتلبية الاحتياجات، فقد اضطر البرنامج إلى تقليص حجم المساعدات بشكل كبير، إذ كان يخطط لدعم 2.3 مليون شخص هذا العام في شرق البلاد، لكن بسبب نقص التمويل لم يعد قادراً على مساعدة أكثر من ستمئة ألف شخص شهرياً منذ أكتوبر الماضي.
طالبت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي بتوفير 349 مليون دولار أمريكي بشكل عاجل لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية والتغذوية خلال الأشهر الستة المقبلة، محذرة من أن غياب التمويل سيجبر البرنامج على تقليص الدعم مجدداً، ما قد يحرم ثلاثمئة ألف شخص إضافي من المساعدات المنقذة للحياة.
خلف الأرقام وجوه ومعاناة
أكدت جونز أن خلف هذه الأرقام الصارخة بشر يعيشون معاناة يومية قاسية، مشيرة إلى أن النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر في ظل تصاعد العنف وانعدام الأمان، وأضافت أن بعض العائلات تضطر إلى خيارات قاسية للبقاء، مثل اللجوء إلى الدين أو عمالة الأطفال أو حتى ممارسات مهينة تمس الكرامة الإنسانية.
تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية من أكثر بلدان العالم تضرراً من الأزمات الإنسانية المزمنة، إذ يعيش الملايين في مناطق تشهد صراعات مسلحة منذ عقود، ويواجه السكان في شرق البلاد تحديات مضاعفة تتمثل في انعدام الأمن، وتدهور البنية التحتية، والنزوح الجماعي، وانقطاع سلاسل الإمداد، ويصنف البلد ضمن أكثر الدول هشاشة في العالم من حيث الأمن الغذائي، حيث يعتمد أكثر من سبعين في المئة من سكانه على الزراعة التقليدية ومساعدات الإغاثة للبقاء على قيد الحياة، ويأتي هذا التحذير الجديد في وقت يعاني فيه برنامج الأغذية العالمي من نقص عالمي في التمويل، ما يهدد بتقليص استجاباته في عدد من بؤر الأزمات الإفريقية.











