الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية تضاعف نزوح الفلسطينيين ومعاناتهم

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية تضاعف نزوح الفلسطينيين ومعاناتهم
الدمار في غزة جراء الحرب

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الهجوم المستمر على مدينة غزة اشتد يوم أمس الجمعة، ما زاد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين والمرافق الأساسية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.

وفي مؤتمر صحفي بنيويورك، أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن القوات الإسرائيلية قصفت بناية عالية بدعوى استخدامها في شن هجمات ضدها، في حين أظهرت المعلومات الأولية أن الخيام التي تؤوي النازحين تضررت في محيط القصف وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

نزوح ومعاناة متفاقمة

وحذر دوغاريك من خطط إسرائيلية لمهاجمة مزيد من الأبراج السكنية، وهو ما يدفع أعداداً متزايدة من السكان إلى الفرار إلى منطقة نزح منها الجميع تقريباً مرات عدة، حيث تأكدت أيضاً مؤشرات المجاعة.

وأشار إلى أن العائلات في شمال غزة منهكة تماماً، إذ يعجز كثيرون عن تحمل تكاليف النزوح جنوباً؛ سواء بسبب الاكتظاظ أو بسبب التكلفة الباهظة التي قد تصل إلى ألف دولار. وبين الأربعاء والخميس الماضيين وحدهما، سجلت الأمم المتحدة نحو ثلاث آلاف عملية انتقال من الشمال إلى الجنوب.

وتجسد السيدة منال، أم فلسطينية نازحة، هذه المعاناة، حيث فقدت زوجها في الحرب واضطرت وأطفالها إلى النزوح المتكرر، حتى وجدت نفسها اليوم جالسة أمام خيمتها غرب مدينة غزة، في انتظار المجهول.

قيود على التحركات الإنسانية

وبالتوازي مع تصاعد القصف، أفاد مكتب أوتشا أن السلطات الإسرائيلية تفرض شروطاً معقدة للتنسيق المسبق على حركة العاملين الإنسانيين، وخلال يومين فقط، تقدمت الأمم المتحدة بطلبات لتنسيق 29 حركة، رُفض 19 منها أو تأخرت بشكل كبير، في حين سُهلت 9 حركات فقط، وأُلغيت واحدة.

رغم هذه العقبات، تمكنت فرق الأمم المتحدة من إدخال بعض الوقود والإمدادات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي من معبري كرم أبو سالم وزيكيم، كما أصلحت طريقاً في رفح لتحسين تدفق البضائع، وأجرت تقييماً لاحتياجات النازحين المتزايدة.

من جهتها، وزعت منظمة الصحة العالمية مؤخراً إمدادات غذائية أساسية في مستشفى ناصر بخان يونس، تضمنت قرابة خمسة آلاف وحدة من حليب الأطفال عالي البروتين وألفي وحدة تغذية.

لكن مكتب أوتشا شدد على أن الاستجابة لمستويات الجوع وسوء التغذية الحالية تتطلب توسيع نطاق الوصول المستدام والآمن لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة، بما في ذلك شمال القطاع ومدينة غزة على وجه الخصوص.

صورة قاتمة بالضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، قال مكتب أوتشا إن الوضع لا يقل خطورة، حيث أصيب منذ مطلع العام أكثر من 2780 فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، بزيادة 39 في المئة عن العام الماضي، ويشمل ذلك نحو 500 إصابة على أيدي المستوطنين، وهي ضعف حصيلة الفترة نفسها في 2024.

ووثقت الأمم المتحدة هدم أكثر من 1150 مبنى فلسطينياً خلال العام الجاري بدعوى عدم الترخيص، في زيادة قدرها 44 في المئة مقارنة بالعام الماضي، رغم أن الحصول على تراخيص بناء من السلطات الإسرائيلية يكاد يكون مستحيلاً للفلسطينيين.

وتُعد مدينة غزة ومحيطها من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة في قطاع صغير محاصر منذ عام 2007، ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، إذ يواجه السكان خطر المجاعة ونقصاً حاداً في المياه والدواء.

وفي الوقت ذاته، تعرقل القيود الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية، في حين تتواصل الاعتداءات في الضفة الغربية التي تشهد توسعاً في الاستيطان وهدم المنازل، وتعتبر الأمم المتحدة أن هذه التطورات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتفاقم معاناة المدنيين الفلسطينين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية