مأساة جديدة.. وفاة 7 مهاجرين وإنقاذ 41 بعد ستة أيام في البحر المتوسط

مأساة جديدة.. وفاة 7 مهاجرين وإنقاذ 41 بعد ستة أيام في البحر المتوسط
إنقاذ عدد من المهاجرين - أرشيف

شهد البحر المتوسط مأساة إنسانية جديدة بعدما أعلنت منظمة "سي ووتش" الألمانية وفاة سبعة مهاجرين وإنقاذ 41 آخرين، إثر بقائهم عالقين ستة أيام في عرض البحر على متن قارب انطلق من السواحل الليبية. 

وأوضحت المنظمة أن الناجين، ومعظمهم من السودان، وصلوا، مساء الثلاثاء الماضي، إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بعد تدخل سفينة الإنقاذ التابعة لها "أورورا"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم السبت.

وأكدت المنظمة أن المهاجرين رفضوا النزول في تونس، معتبرين أنها ليست بلداً آمناً بسبب غياب نظام لجوء فعّال وتصاعد العنف ضد المهاجرين. 

تجاهل طلب المساعدة

قال متحدث باسم "سي ووتش"، إن "بعض هؤلاء الأشخاص فضّلوا الموت على أن يُجبروا على الذهاب إلى تونس"، مضيفة أن مالطا تجاهلت طلبات المساعدة في حين اكتفت إيطاليا بإرسال مروحية للمراقبة قبل انسحابها.

روى الناجون أن القارب ظل عالقاً في المياه الدولية بين تونس ومالطا وسط ظروف قاسية استمرت أياماً. 

وأشارت "سي ووتش" إلى أن غياب الاستجابة السريعة من الدول الأوروبية كان سيؤدي إلى كارثة كبرى، مؤكدة أن "اضطرار سفينة مدنية للتدخل يكشف حجم الانتهاك الممنهج للقانون الدولي من قبل الدول الأوروبية"، بحسب ما قالت بانا محمود المتحدثة باسم المنظمة.

تونس في قلب الجدل

تشكل تونس محطة عبور رئيسية لآلاف المهاجرين نحو أوروبا. وفي عام 2023، وقعت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 255 مليون يورو، خُصص نصفه تقريباً لمكافحة الهجرة غير النظامية. 

ورغم ذلك، تؤكد منظمات حقوقية أن المهاجرين في تونس يتعرضون للتمييز والعنف، في حين تدعم الحكومة الإيطالية الاتفاق في إطار سياسات تشديد القيود على أنشطة سفن المنظمات الإنسانية.

وتُعد منطقة وسط البحر المتوسط من أخطر طرق الهجرة في العالم. ويحاول آلاف الأشخاص سنوياً عبورها على متن قوارب متهالكة، هرباً من الحروب والفقر والاضطهاد. 

وقبل أيام فقط، لقي سبعة مهاجرين مصرعهم غرقاً قرب سواحل الأندلس جنوب إسبانيا، في حين توفيت ثلاث شقيقات قاصرات في حادث آخر عند محاولة العبور من ليبيا إلى إيطاليا.

أرقام مأساوية متصاعدة

سجّلت المنظمة الدولية للهجرة وفاة أو اختفاء نحو 500 شخص منذ بداية عام 2025، في حين بلغ عدد الوفيات عام 2024 أكثر من 2,475 شخصاً معظمهم في هذه المنطقة البحرية. 

وكشفت منظمة اليونيسف في تقرير صدر أبريل/نيسان أن نحو 3,500 طفل توفوا أو فُقدوا منذ عام 2014 أثناء محاولتهم عبور المتوسط، بمعدل طفل واحد يومياً.

وتؤكد المنظمات الإنسانية أن وجودها في البحر المتوسط أمر حيوي لإنقاذ الأرواح، وتطالب بفتح ممرات آمنة للهجرة وتبني حلول دائمة تحترم الكرامة الإنسانية. 

وتواصل منظمات مثل "أطباء بلا حدود" و"سي ووتش" و"إس أو إس ميديتيرانيا" تيسير سفن إنقاذ مثل "Ocean Viking" و"Nadir"، لتقديم المساعدة الطبية والنفسية للناجين في مناطق البحث والإنقاذ قبالة سواحل ليبيا وتونس ومالطا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية