بين الأنقاض والجوع.. القصف الإسرائيلي يواصل حصد أرواح الأطفال في غزة
بين الأنقاض والجوع.. القصف الإسرائيلي يواصل حصد أرواح الأطفال في غزة
شهد قطاع غزة، تصعيدًا جديدًا في حدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف بشكل مباشر المدارس والمخيمات والمنازل، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت مصادر طبية، السبت، ارتقاء ثمانية شهداء وعدداً كبيراً من المصابين في مدرسة الفرابي القريبة من ملعب اليرموك، حيث كان مئات النازحين يحتمون من القصف، بحسب ما ذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية، اليوم الأحد.
وفي مشاهد صادمة أخرى، أكدت مستشفيات القطاع استشهاد 15 مدنيًا بينهم ستة أطفال، إثر غارات استهدفت خيامًا للنازحين ومنازل في أحياء مختلفة من المدينة.
أحياء تتحوّل إلى ركام
تواصل القصف المدفعي شمالي مخيم النصيرات وحي التفاح شرقي المدينة، في حين دُمّرت مبانٍ سكنية بكاملها في حي الشيخ رضوان قرب بركة الشيخ رضوان شمال غربي غزة.
وأظهرت صور مأساوية عشرات الجثث المكدسة في أروقة مستشفى الشفاء، بعضها لمدنيين استشهدوا أثناء انتظار المساعدات الإنسانية في منطقة زيكيم شمال غزة، في حين انتشلت فرق الإنقاذ جثامين متحللة من تحت أنقاض منازل في خان يونس جنوب القطاع.
وارتسمت معالم المأساة في جنازات جماعية خرجت من مستشفى الشفاء لتشييع أكثر من 30 شهيداً، وانتشرت عبر وسائل الإعلام صورة مؤثرة لطفلة صغيرة ترتجف ممسكة بأنبوب فيه عينة من دمها بعد إصابة منزل عائلتها في حي الشيخ رضوان، لتلخّص بملامحها المرتجفة حجم الرعب الذي يعيشه أطفال غزة في ظل العدوان.
حصار يفتك بالمحاصرين
إلى جانب القصف، تتفاقم أزمة الغذاء بشكل حاد، وأكد المتحدث باسم منظمة اليونيسف لصحيفة الغارديان، أن المجاعة تضرب بشدة مناطق غزة ودير البلح وخان يونس.
وأشار المتحدث إلى أن آلاف السكان يقتربون من الموت جوعًا نتيجة الحصار الخانق ومنع وصول المساعدات، وسط استمرار العمليات العسكرية.
وتحوّلت الطوابير الطويلة أمام نقاط توزيع الغذاء إلى مشاهد بائسة للعديد من الأسر المنهكة التي تبحث عن لقمة تسد بها رمق أطفالها.
كارثة إنسانية مركبة
على الصعيد السياسي أعرب باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، عن أمله في أن تشكل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة "خطة وخارطة طريق لإنهاء الحرب"، لكنه حذر من أن تتحول هذه التصريحات إلى مجرد غطاء لاستمرار العمليات العسكرية كما حدث في تجارب سابقة.
وتكشف المشاهد القادمة من غزة عن كارثة إنسانية مركبة.. قصف يحصد الأرواح ويدمر البنية التحتية، حصار يجوع السكان، ومستشفيات عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة من الجرحى والنازحين.
وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية من مجاعة وشيكة، يواصل أهالي غزة دفن أحبّتهم في جنازات جماعية، في حين يترقب العالم بصمت اتساع دائرة الفقد والمعاناة.











