إضراب عمال مترو لندن يشل الحركة ويعطل تنقل الملايين
إضراب عمال مترو لندن يشل الحركة ويعطل تنقل الملايين
توقفت حركة مترو أنفاق لندن بشكل شبه كامل اعتباراً من يوم أمس الأحد، مع دخول آلاف العمال في إضراب واسع النطاق يستمر حتى الخميس المقبل، ما أدى إلى تعطيل تنقل ملايين الأشخاص في العاصمة البريطانية.
وأعلنت هيئة النقل في لندن أن الخدمة على معظم الخطوط الأحد عشر ستتوقف تقريباً طوال فترة الإضراب، مشيرة إلى أن المحطات الرئيسة أُغلقت وأن القطارات توقفت في عدد من المسارات الحيوية وفق فرانس برس.
ودعا إلى الإضراب اتحاد عمال النقل RMT احتجاجاً على ما وصفه بـ"الأجور المتدنية وظروف العمل غير العادلة"، ورفض العمال عرضاً تقدمت به الهيئة يقضي بزيادة الأجور بنسبة 3.4 في المئة، معتبرين أن الزيادة لا تعكس حجم التضخم ولا تعالج تدهور أوضاعهم المعيشية، مطالبين في المقابل بخفض ساعات العمل الأسبوعية.
خدمات بديلة محدودة
ورغم شمول الإضراب معظم خطوط الأنفاق، أكدت هيئة النقل أن بعض الوسائل البديلة ستظل متاحة مثل الحافلات وخط "إليزابيث لاين" الحديث، لكنها حذرت من ازدحام شديد وضغوط كبيرة على تلك الوسائل.
يُعد هذا التحرك النقابي الأوسع منذ مارس 2023 حين تزامنت الإضرابات في قطاع النقل مع موجة تضخم مرتفعة نتيجة تداعيات الحرب في أوكرانيا، ويُنقل عبر شبكة مترو أنفاق لندن يومياً ما يصل إلى خمسة ملايين شخص، ما يجعل أي توقف للخدمة مؤثراً بشدة على الحياة اليومية والاقتصاد المحلي.
تاريخياً، يُعد مترو أنفاق لندن –الذي افتُتح عام 1863– أقدم شبكة أنفاق في العالم وأحد أكثرها ازدحاماً في أوروبا، وقد شهد خلال السنوات الأخيرة موجات متكررة من الإضرابات، عادةً بسبب الأجور أو إعادة هيكلة العمل، في ظل معركة مستمرة بين النقابات العمالية وهيئة النقل حول التوازن بين تحسين ظروف العاملين والحفاظ على استقرار الخدمة.
وتكتسب الإضرابات الحالية زخماً خاصاً لأنها تأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا تحديات اقتصادية وتكاليف معيشة مرتفعة، ما يزيد الضغط على الحكومة والهيئة لإيجاد تسوية عاجلة.