اكتشف سر التواصل وحقق المزيد من الصعود
اكتشف سر التواصل وحقق المزيد من الصعود
بعض المحظوظين يبدون وكأنهم يمتلكون لمسة سحرية حين يتعلق الأمر بمحاولات إقناع الناس بخططهم وأهدافهم ورغباتهم، لكن في الحقيقة ليس في التواصل مع الناس سحر، بل هو فن.. وعلم ، وهو أيسر مما تظن.
لعلك على الأغلب لا تجد نفسك في مواقف كالتي يتعامل معها مفاوضو احتجاز الرهائن، ولكن بأي يوم من الأيام، من الذي تحاول إقناعه بفعل شيء ما؟
الإجابة هي: كل من تقابل تقريباً، فكل أشكال التواصل تقريباً هي جهد يبذل لاقتحام الآخرين، ودفعهم لفعل شيء يختلف عما كانوا يفعلونه قبل ذلك، لعلك تحاول أن تبيع لهم شيئاً ما أو لعلك تحاول الحديث معهم بمنطق، أو لعلك بحاجة لإقناعهم بأنك الشخص المناسب للوظيفة أو للترقية أو لبناء علاقة معينة.
تواصل مع نفسك أولاً
السيطرة على عواطفك ليست فقط تتيح لك أن تكون قائداً عظيماً بل هي أيضاً المفتاح الأهم للتمكن من التواصل مع الآخرين، خاصة في أوقات التوتر وعدم اليقين، وذلك هو السر في قدرة مفاوض هادئ ومسيطر على الولوج إلى عقل شخص آخر يبدو أنه صعب المراس، والسر كذلك على النقيض في أن بكاء أو نواح أو عويل شخص آخر قد يسد غمكانية التواصل مع مستمعيه حتى لو كان هادئاً ومتعاطفاً.
من بين أهم ما يجب أن يتعلمه المرء كيفية التحكم في أ.فكاره ومشاعره، فمن هنا يبدأ في معظم الأحوال التواصل الناجح، وإتقان فن السيطرة على الذات سوف يغير من حياتك.، لأن هذه القدرة سوف تمنعك من أن تصبح أنت أخطر أعدائك حين يتعلق الأمر بالتواصل مع آخرين في مواقف التوتر.
السرعة هي كل شيء
في الواقع أنت تعرف على الأغلب كيف تتعامل بذكاء مع موقف متوتر وأنت تعرف بالضبط كيف تنتقل من حالة الهجوم إلى الحالة العاطفية إلى حالة التصرف الذكي، لكنك للأسف لا تعرف كيف تقوم بذلك بالسرعة الكافية.
وإليك ما يحدث عادة بعد بعد دقائق قليلة من بدء المواجهة المتوترة تهدأ قليلاً ويتباطأ نبضك وتتباطأ أنفاسك قليلاً، وبعد عدة دقائق أو ساعات تكتسب على الأغلب ما يكفي من سيطرة على ذاتك للبدء في التفكير في الخيارات وبعد مزيد من الوقت تبدأ في التفكير: هااا.. هذه طريقة ذكية للتعامل مع هذا.
فما الحل إذن؟ في المواجهة المتوترة لكي تمنع نفسك من إفساد فرصة الاتصال الناجح بشخص آخر، عليك أن تسيطر على أفكارك وعواطفك خلال دقائق، وليس ساعات، وباختصار أنت بحاجة إلى التحول فوراً من مخك الزاحف إلى الثدي البشري، وقد يبدو هذا مستحيلاً لكنه ليس كذلك، والحقيقة ان باستطاعتك أو بالممارسة أن تفعل هذا خلال دقيقتين، وحين تفعل ستتمتع بميزة على كل الباقين في المكان، لأنك ستكون الشخص الوحيد الذي فكر بشكل مستقيم.
الناس يتغيرون إذا شعروا أنك تشعر بهم
أن تجعل أحدهم يشعر بأنك تشعر به فهذا يعني أن تضع نفسك في موضعه، وحين تنجح في ذلك، يصبح بإمكانك تغيير آليات العلاقة في لحظة، وفي تلك اللحظة بدلاً من محاولة كل منكما الحصول على أفضل شيء من صاحبه، فإن كلاً منكما يحصل على صاحبه وبهذه الخطوة الكبيرة يتحقق التعاون، التشارك، التواصل الفعال.
ولعل الحرب الباردة قد انتهت واقعياً بالوصول إلى لحظة ذروة من تلك التي يعتريها التفهم، ففي لحظة تعتبر الآن تاريخية وحين بدا أن محادثات الرئيس ريغان مع الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف قد وصلت حد الجمود، نظر ريغان إلى ما وراء وجه خصمه العنيد ليجد زعيماً يحب شعبه بحق.
وفي لحظة بساطة رائعة دعاه ريغان إلى أن يناديه ” رون ” (في مقابل منطق دعنا نتشاحن كرئيس في وجه رئيس، ونضرب كعوبنا في الفراغ). لم يقبل غورباتشوف دعوته فحسب بل انضم إلى ريغان في دعوته إلى إنهاء الحرب الباردة، وكانت تلك عملية قبول بالأحجام العالمية.
لا تصطنع الاهتمام بل اهتم بحق
أنت لست فقط رهين أولئك الأشخاص الذين يقاومونك أو يرهبونك أو يغضبونك أو يثيرون سخطك، فأنت كذلك رهين أخطائك حين تفشل في إيجاد طريق للتواصل مع أشخاص لا يعرفونك على الإطلاق أو أنهم يتصرفون كما لو أنهم مهتمون بمعرفتك.
لا تفكر أبداً في الإحباط، يمكنني تحقيق أي شيء إن أمكنني فقط إثارة اهتمام ذلك الشخص بي.. وهذا بالضبط هو ما نتحدث عنه.
لكن انتظر: لقد ثبت في عبارتك هذه سر عدم قدرتك على التواصل.. لماذا ؟ لأنك تركز كل انتباهك على ما يمكنك فعله لدفع ذلك الشخص إلى الاعتقاد بأنك شخص رائع أو ذكي أو ظريف، وهنا يكمن الخطأ لأنك فهمت الأمر بشكل معكوس، ولكي تعرف السبب انظر إلى ما فعله اثنان من أنجح الناس في هذا العالم.
عليك أن تشعر الآخرين بقيمتهم
الناس بحاجة إلى من يشعرهم بقيمتهم، نحن بحاجة لذلك قدر حاجتنا للطعام، الهواء، الماء، فليس كافياً أن نؤمن في أنفسنا بأننا أصحاب قيمة، بل نحن بحاجة إلى أن نرى قيمتنا بادية في عيون الناس حولنا.
إشعار الناس بأن لهم قيمة يختلف عن إشعارهم بأن هناك من يشعر بهم، وكذلك يختلف عن إشعارهم بأنهم لافتون للانتباه، لأنك هنا تمسهم على مستوى أكثر عمقاً ، وحين تشعر شخصاً ما بقيمته فأنت تقول له :” ثمة سبب لوجودك وثمة سبب لنهوضك كل يوم من فراشك وفعلك كل ما تفعل. ثمة سبب لكونك جزءاً من هذه العائلة، هذه الشركة، هذا العالم، فوجودك يصنع فارقاً.
حين تشعر الناس بالأهمية فأنت تمنحهم شيئاً لا يقدر بثمن ، وفي المقابل فإنهم يصبحون مستعدين للذهاب ولو إلى نهاية العالم طاعة لك، ولهذا فإنك تجد من السبل – غن كانت درجة ذكائك العاطفية عالية – ما تظهر بها لمن تقدرهم – الوالدين، الأبناء، الزوجة، رئيس العمل، زميل العمل، حجم قيمتهم الكبيرة عندك.