غوتيريش: الإنفاق العسكري العالمي يؤثر في الصحة والتعليم وفرص العمل

غوتيريش: الإنفاق العسكري العالمي يؤثر في الصحة والتعليم وفرص العمل
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، من التداعيات الخطِرة للارتفاع غير المسبوق في الإنفاق العسكري العالمي، مؤكداً أن هذا التوجه يقتطع من الاستثمارات الحيوية في مجالات الصحة والتعليم وخلق فرص العمل، وهي المجالات التي تُعد ركائز أساسية لبناء مجتمعات مستقرة وسلمية. 

وأوضح غوتيريش في حديثه للصحفيين من مقر المنظمة في نيويورك، أن السلام لا يتحقق من خلال تراكم الأسلحة أو تضخم الميزانيات العسكرية، بل عبر الاستثمار في الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة، بحسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ مستوى قياسياً وصل إلى 2.7 تريليون دولار، وذلك بعد عقد كامل من التوسع في سباقات التسلح على مستوى العالم. 

وأشار غوتيريش، إلى أن هذه الأرقام تكشف عن اختلال خطر في أولويات الدول، حيث يتم تحويل موارد ضخمة من شأنها أن تعزز الصحة العامة، وتطور التعليم، وتفتح فرص العمل للشباب، إلى ميزانيات التسليح والصراعات.

تأثير في أهداف التنمية

أكد غوتيريش أن هذا التوجه يقوض تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تبناها قادة العالم عام 2015، والتي تشمل القضاء على الجوع، وتوفير التعليم الجيد، وضمان الصحة للجميع، وتقليص أوجه عدم المساواة. 

وكشف التقرير الأممي الأخير الصادر في يوليو 2025 أن 35% فقط من هذه الأهداف تسير على المسار الصحيح، بينما تواجه البقية تعثراً كبيراً نتيجة الصراعات المسلحة ونزيف الموارد نحو التسلح بدلاً من التنمية.

شدد غوتيريش على أن تقريره الجديد، المعنون "الأمن الذي نحتاجه: إعادة موازنة الإنفاق العسكري من أجل مستقبل مستدام وسلمي"، يشكل دعوة ملحة لإعادة صياغة أولويات الإنفاق العالمي. 

وأوضح أن المسار الحالي "غير مستدام"، محذراً من أن الاستمرار في تضخيم موازنات الدفاع سيؤدي إلى مزيد من انعدام الثقة بين الدول، وتعميق سباقات التسلح التي لا تعزز الأمن بقدر ما تغذّي الأزمات.

نحو بدائل سلمية

دعا الأمين العام قادة العالم، الذين سيجتمعون في 22 سبتمبر المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إعادة النظر في أولوياتهم الوطنية والدولية. 

وقال: "بناء عالم أكثر أمناً يبدأ بالاستثمار في مكافحة الفقر بقدر ما نستثمر في خوض الحروب"، مؤكداً أن التنمية البشرية والعدالة الاجتماعية هما السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات العالمية من فقر وأوبئة ونزاعات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية