المفوضية الأوروبية تدعو لخطّة مشددة لإدارة الهجرة وملاحقة المهربين

ألقت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خطاب حالة الاتحاد أمام الجلسة المشتركة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، وضمّن ملف الهجرة محاور رئيسية من خطابها السنوي الذي ركّز على ضبط الحدود وملاحقة شبكات التهريب. 

وأوضح المكتب التنفيذي للمفوضية، أن فون دير لاين التزمت خلال الكلمة بتطبيق ميثاق الهجرة واللجوء بالكامل لإدارة الهجرة على مستوى الاتحاد، مؤكدة أن هذا الإطار «صارم لكنه عادل» ويُعدّ أساساً لضمان تنفيذ سياسات الإبعاد والإعادة بفعالية، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، الجمعة. 

وذكرت أورسولا فون دير لاين، أن أولويات القادة الأوروبيين تشمل حماية الديمقراطية، لكنّ تحقيق ذلك يمرّ عبر تقديم حلول لمخاوف المواطنين المشروعة بشأن الهجرة، مشددة على أن فقدان الثقة بأطر الهجرة يقوّض رواسب الديمقراطية إذا لم تُظهر أوروبا حلولاً عملية لأزمات الحدود. 

اقتراح زيادة التمويل

أعلنت القائدة الأوروبية فون دير لاين اقتراح مضاعفة التمويل المخصص لإدارة الهجرة والحدود ثلاث مرات ضمن ميزانية الاتحاد المقبلة، واعتبرت أن هذه الزيادة ضرورية لتقوية قدرات الدول الأعضاء على ضبط الحدود الخارجية وإدارة موجات الهجرة بشكل منظم. 

طالبت فون دير لاين بضرورة العمل بسرعة على اعتماد النظام الأوروبي المشترك للإعادة، محذرة من أن نسبة المغادرين بعد رفض طلبات اللجوء منخفضة للغاية (ذكرت حاجتنا إلى رفعها)؛ وقالت إن تأخير الاتفاق يترك أوروبا عرضة لاستغلال شبكات التهريب. 

ونددت أورسولا فون دير لاين بشبكات الاتجار بالبشر ووصفتها بأنها «تجني الملايين بوعود زائفة ومميتة»، ودعت إلى إنشاء نظام عقوبات جديد يتيح تجميد الأصول وتقييد حركة المتهمين وتعقب أرباحهم، مع التركيز على ملاحقة تمويل هذه الشبكات لقطع مصادرها المالية. 

دعوة لمواجهة التهريب

دعت فون دير لاين إلى تعاون أوسع مع منصات التواصل الاجتماعي لوقف الإعلانات التي تسهل عمليات التهريب، ومع شركات الطيران خصوصاً على مسارات تعد «مشكلة» مثل تلك التي تربط ببيلاروسيا، مقترحة إجراءات استباقية لوقف تدفقات المسافرين المتورطين في شبكات التهريب. 

وجددت رئيسة المفوضية التأكيد أن تهريب البشر «عمل إجرامي فظيع» وينبغي ألا يفرّ مهرب واحد من العقاب داخل أوروبا، محذّرة من أن الإجراءات الإنسانية لا تتناقض مع محاربة الجريمة المنظمة بل تتكامل معها.