وسط المجاعة وتفاقم الأزمة الإنسانية.. سكان الفاشر يأكلون أعلاف الحيوانات
وسط المجاعة وتفاقم الأزمة الإنسانية.. سكان الفاشر يأكلون أعلاف الحيوانات
أكدت تقارير طبية، اليوم الاثنين، أن سكان مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان يضطرون إلى أكل علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، في ظل مجاعة خانقة خلفتها المواجهات العسكرية التي تضرب مناطق واسعة من البلاد منذ أكثر من عام.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن طبيب محلي في أحد مستشفيات المدينة قوله: "حتى نحن نأكل علف الحيوانات.. لا يوجد شيء آخر".
وأوضح الأطباء أن السكان يتناولون ما يعرف محلياً بـ"الأمباز"، وهو بقايا بذور السمسم والقطن المستخدمة عادة غذاء للأبقار والحمير والإبل.
ووُصف هذا الحل بأنه "خطوة يائسة"، خصوصاً أن هذا النوع من العلف يتعرض في موسم الأمطار لتلوث فطري يجعله ضاراً بالصحة.
وكشف عاملون في مجال الإغاثة أن ما لا يقل عن 18 شخصاً توفوا خلال الأسابيع الماضية جراء تناولهم هذا الغذاء المخصص للحيوانات.
تعثر قوافل الإغاثة
عجزت قوافل الأمم المتحدة الإنسانية منذ أكثر من عام عن إيصال المساعدات الغذائية إلى مدينة الفاشر، بسبب تعرضها لهجمات مسلحة عند الاقتراب من المنطقة.
وفي يونيو الماضي استُهدفت قافلة مكوّنة من 15 شاحنة، ما أدى إلى مقتل خمسة من موظفي الإغاثة.
ودمرت غارة أخرى في أغسطس ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات وأجبرت البقية على التراجع، في حين لا يزال من غير الواضح أي طرف في النزاع يقف وراء هذه الهجمات.
النزاع في دارفور
اندلع النزاع في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الاقتصادية والخدمية في مناطق واسعة من البلاد.
وتحوّلت الفاشر، وهي إحدى أكبر مدن دارفور، إلى بؤرة إنسانية معقدة يصعب على وكالات الإغاثة الوصول إليها.
ويواجه السكان هناك ظروفاً مأساوية مع استمرار المعارك وتفاقم أزمة الغذاء، في حين تحذر منظمات دولية من أن الوضع قد يتحول إلى واحدة من أسوأ المجاعات في القرن الحادي والعشرين.