الفاشر تحت الحصار.. قوافل الإغاثة غائبة منذ يناير ومعاناة المدنيين تتفاقم

الفاشر تحت الحصار.. قوافل الإغاثة غائبة منذ يناير ومعاناة المدنيين تتفاقم
قوافل الإغاثة في السودان

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن قوافل الإغاثة لم تتمكن من دخول مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، في السودان منذ شهر يناير الماضي بسبب الحصار المستمر.

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك عن قلق بالغ حيال أوضاع المدنيين في إقليم دارفور وولاية كردفان مع اشتداد حدة القتال واتساع نطاق العنف.

أوضح دوغاريك في مؤتمره الصحفي اليومي، الأربعاء، أن تقارير ميدانية وردت للأمم المتحدة تفيد بتعرض الفاشر خلال الأيام الأخيرة لقصف مدفعي، أعقبه هجوم بالطائرات المسيرة والمدفعية استهدف مخيم أبو شوك للنازحين والمناطق المجاورة، ما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين داخل منطقة تعيش أصلاً تحت وطأة المجاعة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

مخاطر على العاملين الإنسانيين

وأشار المتحدث الأممي إلى أن غارات بطائرات مسيرة ضربت بلدة كوما الواقعة شرقي الفاشر، ما ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية المدنية، ولم تقتصر الهجمات على دارفور وحدها، إذ شهدت العاصمة الخرطوم انقطاعاً واسعاً للكهرباء بعد استهداف محطة رئيسية في سلسلة ضربات جوية بطائرات مسيرة.

إلى جانب معاناة المدنيين، يواجه المتطوعون والعاملون في منظمات الإغاثة بالسودان مخاطر إضافية تتمثل في الاعتقالات التعسفية وحوادث العنف المباشر، وأكد دوغاريك أن هذه الانتهاكات، إلى جانب القيود البيروقراطية، تواصل إعاقة وصول المساعدات الحيوية إلى مئات الآلاف من المحتاجين في مختلف أنحاء السودان.

وجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، في كل أنحاء السودان وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، مع حث المجتمع الدولي على زيادة التمويل اللازم لإنقاذ الأرواح في بلد يواجه واحدة من كبريات الأزمات الإنسانية في العالم.

حرب ممتدة ومعاناة

يشهد السودان منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.

وأدى النزاع إلى نزوح أكثر من ثمانية ملايين شخص داخلياً وخارجياً، في حين يواجه نحو 25 مليون شخص -أي أكثر من نصف سكان البلاد- حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ومع استمرار القتال واتساع نطاق المجاعة، تتفاقم المخاطر على المدنيين الذين يعيشون وسط حصار وانقطاع للخدمات الأساسية، في حين تظل الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب لمواجهة حجم الكارثة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية