رفضاً للقمع.. سجينات إيرانيات يواجهن إجراءات مشددة بمقاومة جماعية
رفضاً للقمع.. سجينات إيرانيات يواجهن إجراءات مشددة بمقاومة جماعية
شهد سجن قرتشك بورامين اقتحاماً مفاجئاً لجناح السجينات السياسيات بأمر من رئيس السجن، حيث اندفعت قوات خاصة تضم عدداً كبيراً من الضباط في محاولة لإخراج النساء بالقوة إلى الساحة المفتوحة بحجة "التفتيش".
واجهت السجينات هذا الاقتحام بمقاومة جماعية، ورددن شعارات احتجاجية حالت دون تنفيذ الخطة بالكامل، ووفقاً للتقارير، هدد مسؤولو السجن بقطع المكالمات الهاتفية ووقف الزيارات عقاباً على موقفهن، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الاثنين.
وأصدرت الناشطة الحقوقية الحائزة جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي بياناً شديد اللهجة، أكدت فيه أن ما جرى ليس مجرد حادث عابر، بل "هجوم مخطط له" قبل يوم واحد من ذكرى مقتل جينا أميني، الشرارة التي أشعلت حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران.
وقالت محمدي: "النساء اللاتي أضفن معنى وعمقاً للنضال والمقاومة والحياة محتجزات في ذلك السجن، ولا يخشين هجمات عناصر الجمهورية الإسلامية."
خلفيات حقوقية
برزت هذه المداهمة في سياق عام يتسم بزيادة القمع داخل السجون الإيرانية، خاصة ضد المعتقلات السياسيات. فمنذ ثلاثة أشهر، جرى نقل عدد من السجينات من سجن إيفين الشهير إلى قرتشك المعروف بظروفه المعيشية القاسية.
وأشارت معتقلات سابقات مثل مريم يحيوي إلى أن عملية التفتيش التي بررها الضباط بـ"البحث عن نفق"، تعكس عبثية الإجراءات وتكشف حجم التضييق الذي يستهدف النساء السياسيات.
وشارك أهالي المعتقلات أيضاً في فضح ما يحدث، فقد كتب كيوان مهتدي، زوج السجينة السياسية أنيشا أسد اللهي، أن نقل النساء إلى قرتشك يهدف إلى معاقبتهن عبر النفي الداخلي، وحرمانهن من حقوقهن الأساسية.
هذه الشهادات، إلى جانب تقارير المنظمات الحقوقية، تؤكد أن السلطات الإيرانية تسعى لإخماد أي صوت معارض داخل السجون وخارجها، عبر أساليب ترهيب لا تتوقف عند حدود الحرمان من الحرية، بل تمتد إلى محاولة كسر الإرادة.
صمود رغم القمع
أعاد هذا الاقتحام إلى الأذهان صور المقاومة النسائية في إيران خلال العامين الماضيين، حيث تحولت ذكرى جينا أميني إلى رمز متجدد لمواجهة الاستبداد.
وبينما تحاول السلطات بثّ الرعب، يثبت صمود المعتقلات أن القضية أبعد من السجن والجدران، فهي معركة من أجل الكرامة والحرية، لا يمكن إخفاء صوتها مهما تعاظم القمع.