نرجس محمدي: التغيير الجاري في إيران نتاج صمود الشعب وقوة النساء
نرجس محمدي: التغيير الجاري في إيران نتاج صمود الشعب وقوة النساء
أكدت الناشطة الحقوقية الإيرانية والحائزة جائزة نوبل للسلام، نرجس محمدي، أن انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" ما تزال حية ونشطة، وأن آثارها العميقة على المجتمع الإيراني تتجلى يوميًا في الفضاء العام، خصوصًا في حرية النساء في ارتداء الحجاب بشكل اختياري.
وأوضحت محمدي، في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لوفاة مهسا أميني، أن التغيير الجاري في الشارع الإيراني لم يكن نتيجة قرارات السلطة، بل نتاج صمود الشعب وقوة النساء.
وقالت: "عندما أمشي في الشارع، يظهر حضور النساء بارتداء الحجاب اختياريًا جزءًا من هذا التحول"، مشددة على أن هذا التغيير يعكس إصرار الإيرانيين على مقاومة القمع بأساليب مبتكرة تتجاوز مجرد التظاهر في الشوارع.
شرارة تحولت لحركة شعبية
تعود جذور هذه الانتفاضة إلى 16 سبتمبر 2022، حين توفيت الشابة الكردية مهسا (جينا) أميني، البالغة 22 عامًا، بعد اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران وتعذيبها أثناء الاحتجاز.
وأشعلت وفاتها احتجاجات واسعة تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، تحوّلت إلى رمز لمطالب الحرية والمساواة في جميع أنحاء إيران، وأصبحت واحدة من أبرز الحركات الاحتجاجية في تاريخ البلاد الحديث.
وشددت محمدي على أن حيوية الانتفاضة تتجلى في تفاصيل الحياة اليومية، مؤكدة أن النظام الإيراني لم يعد قادرًا على التحكم بالمجال العام كما كان يفعل سابقًا، حتى في المناسبات التي ينظمها بنفسه.
وقالت إن "حضور النساء من دون حجاب يُفسد المشهد الذي تسعى السلطات لفرضه"، معتبرة أن هذه الديناميكية تضعف ثقة النظام بنفسه وتجعله أكثر هشاشة أمام المقاومة الشعبية.
قمع وتحدي الحقوقيين
ورغم اعترافها بقوة القمع التي ما تزال حاضرة، فإن محمدي شددت على قدرة الشعب الإيراني على فرض التغيير عبر الاحتجاجات والمقاومة السلمية، معتبرة أن النظام يُجبر تدريجيًا على التراجع.
وأضافت أن "لا توجد ساحة تحت السيطرة التامة للنظام"، في إشارة إلى أن حركة الاحتجاج اخترقت كل المستويات الاجتماعية.
وتُعد نرجس محمدي واحدة من أبرز الأصوات المعارضة للاستبداد الديني في إيران. فقد قضت أكثر من 10 سنوات في السجون الإيرانية، وتعرضت لأحكام قاسية وصل مجموعها إلى 36 عامًا سجنًا و154 جلدة، بسبب نشاطاتها الحقوقية.
ومنذ ديسمبر 2024، هي خارج السجن بموجب إجازة علاجية، لكنها لا تزال تواجه تهديدات بالتصفية الجسدية إذا واصلت نشاطاتها.
اعتراف عالمي بالشجاعة
حصلت محمدي على جائزة نوبل للسلام عام 2023 تكريمًا لدفاعها عن حقوق المرأة وحرية التعبير، إلى جانب جوائز أخرى مثل جائزة الصحافة العالمية لليونسكو "غييرمو كانو"، وجائزة "الشجاعة" من منظمة "مراسلون بلا حدود".
ويعكس هذا التكريم الدولي اعترافًا بمكانتها رمزاً عالمياً للنضال ضد الاستبداد، ومصدر إلهام للنساء والشباب في إيران وخارجها.