دمشق تطرح خريطة طريق للمصالحة في السويداء بدعم أمريكي وأردني

دمشق تطرح خريطة طريق للمصالحة في السويداء بدعم أمريكي وأردني
اجتماع للحكومة السورية المؤقتة - أرشيف

أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق خريطة طريق لإرساء المصالحة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وذلك بدعم مباشر من الولايات المتحدة والأردن. 

وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير واشنطن في تركيا توم باراك، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر وضوحاً منذ اندلاع أحداث العنف الدامية في المحافظة قبل شهرين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

شهدت محافظة السويداء، ابتداءً من 13 يوليو الماضي، أسبوعاً من العنف الدموي إثر اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مفتوحة بعد تدخل القوات الحكومية وانضمام مسلحين من العشائر إلى جانب البدو. 

وأكدت السلطات السورية أن تدخلها كان بهدف وقف القتال، لكن تقارير ميدانية وشهادات محلية وفصائل درزية إضافة إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهمت القوات الحكومية بالمشاركة المباشرة في القتال إلى جانب البدو وبارتكاب انتهاكات واسعة بحق السكان الدروز. 

وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من ألفي شخص، بينهم 789 مدنياً درزياً أعدموا ميدانياً، بحسب إحصاءات المرصد.

ملامح خريطة الطريق

قال الشيباني إن الخطة الجديدة تستند إلى "خطوات عملية تعزز العدالة وتعيد بناء الثقة"، وتشمل ملاحقة كل من تورط في الاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم، بالتعاون مع آليات الأمم المتحدة للتحقيق والتقصي، وتقديم تعويضات للمتضررين، وترميم القرى والبلدات المتضررة.

بالإضافة إلى تسهيل عودة من أجبروا على النزوح، وتأمين الاستقرار في مناطقهم، ونشر قوات من وزارة الداخلية على الطرق لتأمين حركة المدنيين والتجارة، وكشف مصير المفقودين وضمان عودة المحتجزين إلى عائلاتهم، وإطلاق مسار شامل تشارك فيه جميع مكونات المجتمع في السويداء، بما يعزز الصلح المجتمعي ويعيد اللحمة الداخلية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حصيلة المختطفين من أبناء الطائفة الدرزية منذ بداية الأحداث بلغت 516 شخصاً، بينهم 103 نساء، وهو ما يشكل ملفاً حساساً ضمن أولويات خريطة الطريق الجديدة.

دعم إقليمي ودولي

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الخطة تتضمن آلية مشتركة سورية– أردنية– أمريكية لضمان تنفيذ جميع بنودها، مشدداً على أن "المصالحة في السويداء تمثل أولوية لأمن المنطقة ككل". 

ومن جهته، وصف المبعوث الأمريكي توم باراك الخطوات التي أعلنتها دمشق بأنها "تاريخية"، مضيفاً أن بلاده ستعمل مع دول الجوار على توفير الدعم اللازم، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو عبر حشد التمويل الدولي.

وفي إطار تفعيل الخطة، أعلنت السلطات السورية استحداث منصب "قائد الأمن الداخلي" في مدينة السويداء، وعينت فيه شخصية محلية درزية، في خطوة يُنظر إليها كرسالة طمأنة للسكان المحليين بشأن إشراكهم في إدارة شؤون محافظتهم الأمنية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية