اليونيسف: عائلات غزة محاصرة بين القصف والجوع والنزوح
اليونيسف: عائلات غزة محاصرة بين القصف والجوع والنزوح
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن النزوح الجماعي القسري في قطاع غزة يشكل تهديداً مميتاً للفئات الأكثر ضعفاً، خصوصاً الأطفال، في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية المكثفة على مدينة غزة.
المتحدثة باسم اليونيسف، تيس إنغرام، قالت في إفادة للصحفيين يوم الثلاثاء، من جنوب قطاع غزة: إن نحو نصف مليون طفل فلسطيني يعيشون صدمة متواصلة منذ أكثر من سبعمئة يوم من الصراع، ويُدفعون اليوم من "جحيم" إلى آخر، وروت مشاهدتها لعائلات تقطع ست ساعات على الطريق المزدحم نحو الجنوب، بينهم أطفال حفاة، عِطاش، وجائعون، بحثاً عن ملاذ آمن لم يجدوه في نهاية المطاف وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
مأساة "المنطقة الإنسانية"
أوضحت إنغرام أن العائلات النازحة تُساق إلى منطقة المواصي الموصوفة بأنها "إنسانية"، لكنها في الواقع بحر من الخيام المؤقتة واليأس، حيث الخدمات شحيحة وغير قادرة على استيعاب مئات الآلاف.
وذكّرت بأن المنطقة نفسها شهدت هجوماً قبل أسبوعين أسفر عن مقتل ثمانية أطفال أثناء وقوفهم في طابور للحصول على الماء.
اليونيسف حذرت من تفاقم سوء التغذية بين الأطفال، إذ يحتاج أكثر من 26 ألف طفل لعلاج عاجل من سوء التغذية الحاد، بينهم عشرة آلاف في مدينة غزة وحدها.
وأشارت إلى أن إغلاق ثلث مراكز العلاج بسبب الأوامر العسكرية حرم آلاف الأطفال من فرص إنقاذ حياتهم.
اتهامات بالتطهير العرقي
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اتهم القوات الإسرائيلية بالسعي إلى "تحول ديموغرافي دائم" في غزة، محذراً من أن التدمير الممنهج للمدينة قد يرقى إلى التطهير العرقي.
وأكد أن استمرار القصف يدمّر آخر مقومات البنية التحتية اللازمة لبقاء المدنيين، في حين لا تزال جثث عدة تحت الأنقاض.
وأشار التقرير الأممي إلى أن أكثر من 17 ألف طالب مدرسي و1271 جامعياً قُتلوا منذ اندلاع الحرب، إلى جانب مئات المعلمين، في حين تضررت 97 في المئة من مدارس غزة، ووصف حرمان الأطفال من التعليم لثلاث سنوات متتالية بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي قد يرقى إلى جريمة حرب.
بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023، وتسببت خلال عامين في مقتل عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل، مع نزوح جماعي متكرر داخل القطاع الضيق.
وتُتهم إسرائيل بفرض حصار خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، ومنها الغذاء والدواء والوقود، ما دفع وكالات أممية إلى التحذير من مجاعة غير مسبوقة في غزة، وتؤكد منظمات حقوقية أن استهداف المدنيين وحرمان الأطفال من الحماية والتعليم والصحة يمثل خرقاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.