غزة تحت النار.. بداية الهجوم الإسرائيلي البري وملايين المدنيين في قلب الخطر
غزة تحت النار.. بداية الهجوم الإسرائيلي البري وملايين المدنيين في قلب الخطر
انطلقت العملية العسكرية الإسرائيلية الأوسع، حتى الآن، على مدينة غزة حيث كثّف الجيش غاراته الجوية خلال الأسبوع الماضي، مستهدفاً الأبراج السكنية والبنى التحتية، قبل أن تبدأ قواته التوغل البري التدريجي، اليوم الثلاثاء، داخل المدينة، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس” أن "غزة تحترق"، مؤكداً أن العملية تهدف إلى "ضرب البنى التحتية للإرهاب" وتأمين الإفراج عن الرهائن وهزيمة حركة حماس.
ورغم تأكيدات سابقة بأن التوغل البري لن يتم قبل إخلاء المناطق المكتظة، لم يغادر سوى جزء ضئيل من سكان غزة وفق شبكة "سي إن إن"، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى نزوح نحو 320 ألف فلسطيني من المدينة، حتى الآن، في حين لا يزال مئات الآلاف محاصرين وسط الغارات والقصف المدفعي.
الأمم المتحدة حذّرت الشهر الماضي من أن أي غزو شامل قد يعرّض نحو مليون فلسطيني لخطر التهجير القسري، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
مستشفيات على حافة الانهيار
مع تصاعد الغارات، تدفقت أعداد كبيرة من الضحايا إلى المستشفيات التي تعمل فوق طاقتها، وقد استقبلت مستشفى الشفاء والمستشفى المعمداني عشرات المصابين، ومنهم أطفال، في مشاهد مؤلمة وثقتها مقاطع فيديو أظهرت جثث صغار مغطاة بالأكفان البيضاء وذووهم يصرخون في حالة انهيار، هذه الصور التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية باتت رمزاً لمعاناة المدنيين الذين يدفعون الثمن الأكبر للحرب.
في خضم هذه التطورات، جددت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارته تل أبيب، دعا إلى تسريع الهجوم البري، مؤكداً ضرورة القضاء على حماس، وجاء ذلك في حين تمضي الحكومة الإسرائيلية قدماً بخطتها للسيطرة على مدينة غزة، رغم تصاعد الإدانة الدولية والاحتجاجات داخل إسرائيل نفسها، خصوصاً من عائلات الرهائن الذين يخشون أن يؤدي التصعيد العسكري إلى تعريض أحبائهم للخطر.
وفق تقديرات إسرائيلية، فلا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، ونظمت عائلاتهم اعتصامات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، مطالبة بوقف العملية وإعادة ذويهم، ومع ذلك، يصر نتنياهو على المضي في خطة إخلاء غزة بالكامل، في خطوة يرى مراقبون أنها تراهن على تحقيق إنجاز عسكري رغم كلفته الإنسانية والسياسية الباهظة.
غزة تتحول إلى ساحة معارك
مع دخول الدبابات الإسرائيلية أطراف المدينة، تحولت غزة إلى منطقة قتال مفتوحة، والغارات الجوية لم تتوقف، في حين تواصل المدفعية قصف الأحياء السكنية. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي دعا السكان إلى المغادرة "بأسرع وقت ممكن"، مؤكداً بدء عملية تدمير البنية التحتية لحماس، لكن آلاف الأسر لا تملك مكاناً آمناً تلجأ إليه في ظل إغلاق المعابر واستمرار العمليات العسكرية.
اندلعت الحرب الحالية في السابع من أكتوبر 2023 عقب الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين وأسر العشرات، وردت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، شملت قصفاً جوياً وبرياً وبحرياً غير مسبوق، أدى حتى الآن إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، منهم نسبة كبيرة من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، اتهمت إسرائيل باستخدام القوة المفرطة وارتكاب انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، في حين تواصل إسرائيل التأكيد بأن عملياتها تستهدف "القضاء على البنية العسكرية لحماس"، وبينما يواجه المدنيون في غزة نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والوقود، تتعالى الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، لكن دون تقدم يذكر حتى الآن.