"الصحة العالمية": مستشفيات غزة تنهار تحت القصف والحصار الإسرائيلي

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الطبيب الإثيوبي تيدروس أدهانوم غبرييسوس، من أن مستشفيات قطاع غزة أصبحت "على حافة الانهيار" مع اتساع رقعة الهجوم البري الإسرائيلي في شمال القطاع. 

وأوضح غبرييسوس أن هذه المؤسسات الطبية التي تعاني منذ أشهر من ضغط هائل بسبب الحرب والحصار، لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المصابين، في حين يهدد نقص الأدوية والمستلزمات الطبية حياة الآلاف، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس بيرس"، اليوم الخميس.

وأكد تيدروس، عبر منشور على منصة "إكس"، أن الأوامر العسكرية الإسرائيلية بإخلاء مناطق واسعة في شمال غزة تدفع بموجات جديدة من النزوح القسري، لتتكدس العائلات المرهقة أصلاً من ويلات الحرب في مناطق محدودة المساحة والبنية التحتية. 

وأشار إلى أن هذه الظروف "لا تليق بالكرامة الإنسانية"، إذ يُترك المدنيون، ومنهم أطفال ونساء ومرضى، دون مأوى أو رعاية أساسية، في حين تعجز الفرق الطبية عن مجاراة حجم الكارثة.

نظام صحي يترنح

تعاني المستشفيات في غزة من ضغط غير مسبوق منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، فالمراكز الطبية تعمل فوق طاقتها، وغالباً ما تُجرى العمليات الجراحية بلا تخدير كامل، في حين تُحوَّل غرف الطوارئ إلى أجنحة مكتظة بالجرحى. 

ويعرقل تصاعد العنف وصول القوافل الطبية ويمنع منظمة الصحة العالمية من إدخال معدات وأجهزة منقذة للحياة، في وقت انقطعت فيه الإمدادات عن العديد من المستشفيات شمال القطاع.

وأدّت الحرب المستمرة منذ 23 شهراً إلى استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وإلى نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص. 

ومع انهيار المنظومة الصحية، لم يعد الحديث يدور فقط عن جرحى القصف، بل عن مرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة الذين فقدوا الدواء، وعن أطفال خدّج مهددين بالموت بسبب توقف الحاضنات جراء انقطاع الكهرباء والوقود.

دعوة لإنهاء المأساة

طالب مدير منظمة الصحة العالمية بوقف هذه "الظروف اللاإنسانية" فوراً، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودائم. 

وحذّر من أن الاستمرار في استهداف المستشفيات أو حصارها "سيحوّل غزة إلى مقبرة جماعية صامتة"، مؤكداً أن حماية المرافق الصحية والعاملين فيها واجب أخلاقي وقانوني منصوص عليه في القانون الدولي الإنساني.