اعتقال مسؤولين منتخبين في احتجاج على أوضاع احتجاز المهاجرين بنيويورك
اعتقال مسؤولين منتخبين في احتجاج على أوضاع احتجاز المهاجرين بنيويورك
تحولت محاولة عدد من المسؤولين المنتخبين في نيويورك لتفقد أوضاع المهاجرين المحتجزين إلى مواجهة مباشرة مع السلطات، انتهت باعتقال أكثر من عشرة منهم، بينهم المراقب المالي للمدينة براد لاندر وأعضاء من الهيئة التشريعية لولاية نيويورك، جاء ذلك يوم الخميس بينما كانوا يسعون للصعود إلى الطابق العاشر في مبنى "26 فيدرال بلازا" بمانهاتن لمراقبة ظروف الاحتجاز بعد صدور أمر قضائي يلزم الحكومة بتحسينها.
مطلب: كرامة المهاجرين
المسؤولون، إلى جانب ناشطين وزعماء دينيين، شددوا على أن هدفهم كان التأكد من التزام وكالة الهجرة والجمارك بالقرار القضائي، الذي أشار بوضوح إلى ضرورة إنهاء الاكتظاظ والظروف غير الإنسانية، إلا أن محاولتهم اصطدمت بإجراءات صارمة أدت إلى توقيفهم، فيما جرى اعتقال المدافع العام للمدينة جوماني ويليامز وآخرين خارج المبنى، ليصل عدد الموقوفين إلى أكثر من 75 شخصا، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
رمزية سياسية وإنسانية
هذا المشهد الاستثنائي، حيث يجد ممثلون منتخبون أنفسهم في موقع المعتقلين، يعكس حجم الغضب المتصاعد تجاه سياسات الهجرة والاحتجاز في الولايات المتحدة، ويضع الإدارة الفيدرالية أمام اختبار جديد حول مدى جديتها في احترام القضاء والالتزام بالمعايير الإنسانية.
يشكل ملف احتجاز المهاجرين أحد أكثر القضايا جدلا في الولايات المتحدة، فقد وُجهت انتقادات متكررة لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) بشأن ظروف الاحتجاز القاسية، من اكتظاظ ونقص في الرعاية الصحية، وصولا إلى اتهامات بغياب الشفافية في المعاملة، في الأسابيع الأخيرة، أصدرت محاكم فيدرالية أوامر تلزم الوكالة بتحسين الأوضاع، ما فتح الباب أمام مواجهة قانونية وسياسية، ويعكس اعتقال مسؤولين منتخبين تضامنًا سياسيًا نادرًا مع المهاجرين، ورسالة مفادها أن قضية إنسانية بهذا الحجم لم تعد هامشية، بل في قلب النقاش العام الأمريكي.