إيقاف صحفية سودانية و"نقابة الصحفيين" تعد القرار انتهاكاً لحرية التعبير
إيقاف صحفية سودانية و"نقابة الصحفيين" تعد القرار انتهاكاً لحرية التعبير
أعلنت وزارة الإعلام والسياحة السودانية، إيقاف الصحفية لينا يعقوب، مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث"، عن العمل وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها، وذلك على خلفية ما وصفته الوزارة بـ"تجاوزات مهنية متكررة" امتدت من 24 ديسمبر 2024 وحتى صدور القرار الأخير.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي، السبت، أن هذه الخطوة تهدف –بحسب بيانها– إلى "حماية المعايير المهنية ومنع تعريض الأمن الوطني والمصلحة العامة للخطر عبر تداول معلومات غير دقيقة".
وأوضحت وزارة الإعلام والسياحة أن أبرز ما اعتبرته مخالفات ارتكبتها الصحفية يتمثل في نشر معلومات "غير دقيقة ومضللة" أسهمت في نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، إلى جانب بث تقارير احتوت على مزاعم غير صحيحة مثل ادعاء سيطرة قوات الدعم السريع على القيادة العامة للجيش، وهو ما نفته السلطات بشدة.
وأشارت الوزارة إلى أن الصحفية تجاهلت مخاطبات رسمية كان آخرها بتاريخ 10 سبتمبر بشأن تقرير اتهم الجيش باستخدام أسلحة كيميائية، واعتبرته الوزارة تجاوزاً خطراً، إضافة إلى نشرها اتهامات غير موثقة ضد قيادات سابقة دون الاستناد إلى مصادر واضحة.
الصحافة في السودان
شهد السودان خلال السنوات الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في القيود المفروضة على الصحافة والإعلام، خاصة بعد اندلاع النزاع الداخلي عام 2023، حيث واجه الصحفيون اعتقالات متكررة، ومضايقات أمنية، وقيوداً على حرية الحركة والتغطية.
ويعد قرار إيقاف لينا يعقوب جزءاً من سلسلة إجراءات مشابهة طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية محلية ودولية، في وقت تعيش فيه البلاد أزمات سياسية وأمنية واقتصادية خانقة تزيد من حساسية تداول المعلومات.
وأصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بياناً شديد اللهجة أدانت فيه قرار وزارة الإعلام، معتبرة أنه يشكل "انتكاسة خطرة لحرية الصحافة" ويقوّض حق المجتمع في الوصول إلى المعلومات في مرحلة استثنائية من تاريخ السودان.
ورأت النقابة أن استخدام عبارات فضفاضة مثل "الأمن الوطني" لتبرير القيود يعكس نزعة لتكميم الأفواه بدلاً من معالجة الأخطاء المهنية عبر القنوات القانونية، محذّرة من أن القرار سيؤجج مناخ العداء ضد الإعلاميين الذين يواجهون أصلاً تهديدات متزايدة بسبب الحرب والانقسامات الداخلية.
دعوات للتضامن الدولي
طالبت نقابة الصحفيين السودانيين الوزارة بالتراجع الفوري وغير المشروط عن قرار الإيقاف وسحب الترخيص، محذرة من أن استهداف لينا يعقوب أو أي صحفي آخر قد يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير.
ودعت النقابة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة –مثل "مراسلون بلا حدود" و"الاتحاد الدولي للصحفيين"– إلى التضامن مع لينا يعقوب وممارسة الضغط على السلطات السودانية لضمان حماية الصحفيين.
ويؤكد مراقبون أن ما جرى مع لينا يعقوب لا يعد حادثة فردية، بل يعكس أزمة أوسع تتعلق بحرية الإعلام في السودان، حيث يُنظر إلى الصحافة باعتبارها ضحية للصراع بين القوى السياسية والعسكرية المتناحرة.
وفي ظل غياب بيئة آمنة للعمل الإعلامي، يخشى كثير من الصحفيين الرقابة الذاتية أو التوقف عن ممارسة مهنتهم، ما يهدد بتقليص مساحة الرأي الحر ويجعل المجتمع أكثر عرضة للتضليل وفقدان الثقة بالمؤسسات الإعلامية الرسمية.











