وسط تحذيرات أممية.. إيران تستخدم ورقة اللاجئين الأفغان كورقة ضغط جديدة

وسط تحذيرات أممية.. إيران تستخدم ورقة اللاجئين الأفغان كورقة ضغط جديدة
لاجئون أفغان في إيران- أرشيف

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أنّ السلطات الإيرانية تدرس خطة لإطلاق مئات آلاف اللاجئين الأفغان عند حدودها الغربية ودفعهم نحو العراق وتركيا، في إطار استراتيجية هجومية متعددة المستويات تتبناها طهران بعد قصف مواقعها النووية وتفعيل "آلية الزناد". 

وتشمل هذه الاستراتيجية، بحسب ما ذكرت الغارديان، اليوم الجمعة، أيضاً توسيع البرنامج الصاروخي وتعزيز الدفاعات الجوية وتعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضحت الصحيفة أنّ التهديد الإيراني باستعمال ورقة اللاجئين يذكّر بموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هدد سابقاً بدفع ملايين اللاجئين السوريين نحو أوروبا للضغط سياسياً

ووفقاً لإحصاءات رسمية، استضافت إيران في بعض الفترات ما يقارب 6 ملايين لاجئ أفغاني، إلا أنّها كثّفت عمليات الترحيل خلال العام الجاري، حيث أعادت مليون شخص في 2025 وحده، معظمهم فرّوا سابقاً من الفقر ومن حكم طالبان.

عمليات ترحيل جماعية

أكدت منظمة العفو الدولية أنّ عمليات الترحيل الجماعي تسارعت بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، حيث أعيد منذ انتهائها وحتى الآن نحو 500 ألف لاجئ أفغاني إلى بلادهم. 

وتقدم السلطات الإيرانية أرقاماً متضاربة حول حجم الجالية الأفغانية، لكن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن مليوني مهاجر غير قانوني. 

كما تتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يصل عدد المُرحّلين إلى 4 ملايين بنهاية العام الجاري.

مخاوف أمنية متزايدة

أثار هذا الطرد الجماعي مخاوف أمنية، إذ حذرت مصادر دبلوماسية وأمنية في 24 سبتمبر من أنّ تنظيم داعش-خراسان قد يستغل هذه الموجة في تعزيز صفوفه. 

وأكد هانس-ياكوب شندلر، المنسق السابق للجنة الأمم المتحدة لمراقبة الجماعات المسلحة، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "خطر أن يعتبر داعش-خراسان الأفغان العائدين حديثاً مصدراً محتملاً للتجنيد مرتفع للغاية".

وأضاف شندلر أنّ داعش-خراسان يسعى منذ أغسطس 2021 إلى ضم منشقين عن طالبان وأفغان مهمّشين من الحكم الجديد، ما يزيد من احتمالية تجنيد المرحّلين قسراً من إيران وباكستان. 

وبالتوازي، أشار دبلوماسي أوروبي إلى أنّ بعض الأفغان لا ينضمون إلى التنظيمات المتشددة عن قناعة فكرية، بل بدافع الضرورة الاقتصادية، وهو ما يضاعف من حجم التهديد الإقليمي.

خطاب رسمي قاسٍ

دافع وزير الداخلية في حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن سياسة الترحيل، مبرراً ذلك بعبارة مثيرة للجدل قال فيها إنّ "الأفغان يستهلكون الخبز بكميات أكبر بكثير"، في محاولة لتسويق الطرد كحلٍ اقتصادي. 

لكن منظمات حقوقية ردّت على هذه التبريرات مؤكدة أنّها لا تعكس سوى سياسة إقصائية تنتهك التزامات إيران الدولية بشأن حماية اللاجئين.

وسبق أن حذّر خبراء في الأمم المتحدة، في يوليو 2025، من خطورة عمليات الإعادة الجماعية والقسرية للأفغان من إيران وباكستان، وطالبوا بوقف فوري لهذا المسار. 

واعتبروا أنّ استمرار هذه السياسات قد يفاقم الأزمات الإنسانية، ويؤدي إلى موجات نزوح جديدة، وربما إلى اضطرابات إقليمية أوسع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية