غزة تختنق تحت النار.. أمهات يلدن وسط الركام والموت يلاحق الأطفال
غزة تختنق تحت النار.. أمهات يلدن وسط الركام والموت يلاحق الأطفال
تتواصل الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أشهر، لتتحول الحياة اليومية هناك إلى كابوس مستمر، حيث تملأ رائحة الدمار والدماء شوارع المدن المهدمة، وتغيب أبسط مقومات البقاء.
وعلى الرغم من آلاف الضحايا الذين سقطوا بين قتيل وجريح، تبقى المشاهد الأكثر قسوة تلك التي تحمل ملامح النساء والأطفال، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه المأساة.
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، في بيان، اليوم الجمعة، أن الأمهات والرضع حديثي الولادة يواجهون أوضاعاً غير إنسانية في مستشفيات غزة المنهكة.
وفي مجمع ناصر الطبي، أكبر مستشفيات الجنوب، تصف المنظمة الممرات بأنها مكتظة بالنساء اللاتي وضعن للتو، في مشهد يختلط فيه صراخ الحياة الجديدة مع أصوات القصف وانقطاع الكهرباء ونقص الأدوية، إن ولادة طفل في ظروف كهذه لم تعد حدثاً سعيداً بل مغامرة محفوفة بالموت، سواء للأم أو للرضيع.
انهيار المنظومة الصحية
أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير صدر اليوم الجمعة، أن النظام الصحي في غزة على حافة الانهيار الكامل.
وأوضح ممثلها أنه لم يرَ مستشفى ناصر مكتظاً بهذا الشكل من قبل، مع تدفق المرضى الفارين من مدينة غزة، قلب الهجوم العسكري الإسرائيلي، نحو الجنوب.
وأشار التقرير ذاته إلى أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 لا تزال قادرة على العمل بشكل جزئي، ما يعني أن عشرات آلاف الجرحى والمرضى بلا رعاية مناسبة، في منطقة يقطنها أكثر من مليوني إنسان محاصر.
ظروف لا تُحتمل
من جانبها، وصفت منظمة العفو الدولية "أمنستي" تكثيف الهجمات الإسرائيلية بأنه مرحلة جديدة من النزوح القسري الجماعي.
وأكدت أن أماكن النزوح في جنوب القطاع تفتقر إلى الغذاء والرعاية الصحية والطبية والبنية التحتية الأساسية للحياة.
وتضيف أن مئات الآلاف من المدنيين وجدوا أنفسهم محاصرين تحت القصف المكثف، لا يملكون سوى البحث عن مأوى يقيهم الموت، فيما تتحول المدارس والمساجد إلى مخيمات مكتظة لا تصلح للحياة.
خلفية المأساة
يعيش سكان غزة منذ أكثر من 17 عاماً تحت حصار مشدد فرضته إسرائيل، تفاقم بشكل غير مسبوق مع اندلاع الحرب الأخيرة.
هذا الحصار جعل القطاع يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، التي تعجز اليوم عن الوصول إلى مستحقيها بسبب القصف المستمر وإغلاق المعابر.
وهكذا يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين قصف متواصل ونقص كارثي في كل مقومات الحياة، في وقت يصف فيه مراقبون الوضع بأنه "كارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث".