الأمم المتحدة: مقتل 562 عامل إغاثة في غزة منذ اندلاع الحرب
الأمم المتحدة: مقتل 562 عامل إغاثة في غزة منذ اندلاع الحرب
أعلنت الأمم المتحدة، أن ما لا يقل عن 562 عامل إغاثة، من بينهم 376 موظفًا أمميًا، لقوا مصرعهم في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، في حصيلة تُعدّ الأعلى في تاريخ النزاعات الحديثة ضد العاملين الإنسانيين.
وجاء هذا الإعلان بعد مقتل أحد موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" في غارة إسرائيلية جديدة استهدفت مدينة دير البلح وسط القطاع، في وقت يتواصل فيه القصف الجوي العنيف على مناطق مدنية مكتظة بالسكان.
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي في نيويورك، اليوم السبت، أن الغارة الإسرائيلية وقعت بينما كان فريق من العاملين الإنسانيين ينتظر حافلة تقلّهم إلى مستشفى تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود"، موضحًا أن الهجوم أسفر عن مقتل أحد الموظفين وإصابة أربعة آخرين بجروح خطِرة.
وأضاف دوجاريك بأسفٍ بالغ: "هذا هو الموظف الرابع عشر من منظمة أطباء بلا حدود الذي يُقتل في غزة منذ بدء الحرب"، مشيرًا إلى أن استمرار استهداف الطواقم الطبية والإنسانية يجعل من غزة البيئة الأخطر في العالم للعاملين في مجال الإغاثة.
ضحايا يرتدون رموز الرحمة
نعت منظمة "أطباء بلا حدود" موظفها الراحل عمر حايك (42 عامًا)، وهو معالج مهني التحق بالمنظمة منذ عام 2018، مؤكدة أنه كان يؤدي واجبه الإنساني حين باغتته الغارة.
وأوضحت في بيانها أن جميع أفراد الفريق كانوا يرتدون سترات واضحة تحمل شعار المنظمة ويمكن تمييزهم بسهولة باعتبارهم عاملين طبيين وإنسانيين، ما يجعل استهدافهم خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وقالت المنظمة في بيانها: “نحن نعمل لإنقاذ الأرواح، لا لنعرضها للخطر. قتل زملائنا أثناء قيامهم بواجبهم هو جريمة ضد الإنسانية بأكملها”.
الإنسانية تحت القصف
حذر دوجاريك من أن العمليات العسكرية المتواصلة والغارات الجوية المكثفة على المناطق السكنية تؤدي إلى تفاقم الخسائر البشرية يومًا بعد يوم، مضيفًا أن المشاهد القادمة من القطاع تُظهر انهيارًا تامًا في مقومات الحياة المدنية.
وأشار إلى أن زملاءه في المجال الإنساني على الأرض أكدوا أن الوضع في شمال غزة يتدهور بسرعة مذهلة، مع انقطاع الإمدادات الحيوية وانهيار شبكات المياه والكهرباء.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 66 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق إحصاءات الأمم المتحدة، في حين لا تزال مئات العائلات تحت الأنقاض في ظل صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى مناطق القصف.
وأدى استمرار الغارات إلى تحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للسكن، وسط تفشي المجاعة والأوبئة، وانعدام المرافق الطبية القادرة على استقبال الجرحى والمصابين.
صرخة في وجه الصمت الدولي
دعت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة مرارًا إلى وقف استهداف العاملين الإنسانيين، مؤكدة أن استمرار هذه الهجمات يهدد بإغلاق آخر شرايين الحياة في غزة.
وحذرت من أن قتل العاملين في مجال المساعدة الإنسانية يُعدّ انتهاكًا خطرًا للقانون الدولي ويقوض الجهود الرامية لتقديم الغذاء والعلاج للملايين المحاصرين.
وختم دوجاريك تصريحه بالقول: "ما يجري في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل انهيار للقيم التي بُني عليها النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية."