جيمس إلدر: الوضع الإنساني في غزة بلغ أسوأ مراحله ولا أحد بمأمن
جيمس إلدر: الوضع الإنساني في غزة بلغ أسوأ مراحله ولا أحد بمأمن
حذّر المتحدث باسم منظمة اليونيسف جيمس إلدر من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ أسوأ مراحله، مؤكداً أن "لا مكان آمناً في القطاع" وأن المنطق المفروض على سكانه "وحشي ومتناقض".
إلدر، الذي تحدث عبر الفيديو من غزة يوم الجمعة في مؤتمر صحفي بجنيف، نقل مشاهد صادمة عن حياة المدنيين قائلاً إن عشرات الآلاف من الأطفال ما زالوا في مدينة غزة، بعضهم حفاة يجرّون أجدادهم وسط الأنقاض، وآخرون مبتورو الأطراف يتنقلون بصعوبة، في حين تبقى الأمهات حاضنات لأطفال منهكين تنهشهم الأمراض الجلدية وسوء التغذية.
وأشار إلدر إلى أن أوامر الإخلاء أجبرت مئات الآلاف على النزوح نحو الجنوب، لكن ما يُسمى بـ"المناطق الآمنة" تحولت إلى "أماكن موت"، وأوضح أن منطقة المواصي، على سبيل المثال، أصبحت من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية، مكتظة بشكل مخيف، وتفتقر لأبسط مقومات البقاء، حيث تعيش 85 في المئة من العائلات على مقربة من مجاري الصرف الصحي والقمامة المنتشرة.
أمهات في مواجهة المستحيل
وصف المسؤول الأممي وضع الأمهات والمواليد بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، ففي مستشفى ناصر، الذي يعج بمئات الجرحى، ترقد نساء أنجبن للتو على أرض الممرات مع مواليدهن. وذكر أنه شاهد ثلاثة أطفال خدّج يتناوبون على أنبوب أكسجين واحد، 20 دقيقة لكل طفل، في حين يتقاسمون الحياة بانتظار معجزة.
ومن بين الحالات التي رواها، مولودة تدعى ندى، وُلدت قبل أوانها وتزن كيلوغرامين فقط، كانت في العناية المركزة لثلاثة أسابيع، ثم وجدت نفسها مع أمها على أرضية المستشفى بلا أي رعاية كافية.
مسؤولية مشتركة وضحية واحدة
شدّد المتحدث باسم اليونيسف على أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية هذا الواقع المأساوي، لكن الضحية الوحيدة تبقى "الأولاد والبنات الفلسطينيين الذين يدفعون الثمن الأكبر أمس واليوم وغداً إذا لم يتحقق تحرك جدي".
منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، يعيش القطاع في ظروف إنسانية غير مسبوقة، وأكثر من 2.3 مليون شخص محاصرون في مساحة ضيقة بلا كهرباء ولا إمدادات كافية من الغذاء والدواء والمياه.
الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية حذّرت مراراً من مجاعة وشيكة وانهيار النظام الصحي، مع استهداف متكرر للمستشفيات والبنى التحتية الأساسية، وتقدر تقارير حقوقية أن ثمانية من كل عشرة أشخاص نزحوا قسراً من بيوتهم، في حين تستمر العمليات العسكرية بلا ضمانات لحماية المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء الذين يمثلون النسبة الكبرى من الضحايا.