الأمم المتحدة: مبادرة ترامب وموافقة حماس فرصة لإنهاء المأساة في غزة

رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان حركة حماس استعدادها للإفراج عن الرهائن والانخراط في مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أن ذلك يشكل فرصة نادرة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة.

وفي بيان صادر عن مكتبه، الجمعة، دعا غوتيريش جميع الأطراف إلى "اغتنام اللحظة" لإنهاء الصراع المأساوي، موجهاً الشكر لقطر ومصر على جهودهما في الوساطة، ومجدداً مطالبته بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

خطة إنسانية عاجلة

من جانبه، أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن مبادرة ترامب تفتح نافذة أمل لتدفق المساعدات على نطاق واسع في قطاع غزة، موضحاً أن الأمم المتحدة أعدت 170 ألف طن من المواد الغذائية والدوائية والإغاثية بانتظار إدخالها.

وقال فليتشر إن نجاح الخطة الإنسانية يتطلب فتح المعابر وضمان التنقل الآمن للمدنيين والعاملين في الإغاثة، إضافة إلى إدخال البضائع دون قيود وإصدار التأشيرات للموظفين، وحذّر من أن "كل دقيقة تأخير تجلب مزيداً من البؤس"، مؤكداً أن الكابوس طال أكثر مما يجب.

استهداف العاملين في الإغاثة

وفي سياق متصل، واصلت الأمم المتحدة التحذير من خطورة الوضع الميداني، مشيرة إلى مصرع 562 من العاملين في المجال الإنساني منذ اندلاع الحرب، بينهم 376 من موظفيها.

كما أعلن المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوغاريك مصرع أحد موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" وإصابة آخرين في قصف استهدف دير البلح، ليرتفع عدد ضحايا المنظمة في غزة إلى 14 منذ أكتوبر 2023.

وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، من إسرائيل التوقف عن قصف غزة "فورا"، بعد إعلان حماس موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن المحتجزين في القطاع بموجب خطته الهادفة لإنهاء الحرب، من دون أن تتطرق الحركة الى مسألة نزع سلاحها.

وقال ترامب عبر منصة تروث سوشيال "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم، وعلى إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة!".

الموقف الدولي والإقليمي

الموقف الدولي بدا أكثر انفتاحاً على المبادرة الأمريكية، فقد وصفت فرنسا المبادرة بأنها فرصة ملموسة للإفراج عن الرهائن ووقف النار، في حين رأى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنها "خطوة مهمة إلى الأمام" بحسب فرانس برس.

أما مصر وقطر، الوسيطتان الرئيسيتان، فقد أشادتا بإعلان حماس، معتبرتاه تطوراً إيجابياً قد يقود إلى تسوية أوسع.

في شوارع غزة، استقبل الأهالي الخبر بمزيج من الفرح والحذر، وقال مؤمن جاسر من مدينة غزة "خرجنا نهلل ونكبر فور سماعنا الرد، نريد أن يتوقف شلال الدماء ونستعيد حياتنا".

أما سماح الحو، وهي نازحة من خان يونس، فقد عبرت عن أملها قائلة: "شعرت أن الله فرج عنا أخيراً، ربما نستطيع النوم بلا خوف".

لكن المشهد الميداني بقي قاسياً؛ فقد أعلن الدفاع المدني مقتل 49 شخصاً في يوم واحد جراء القصف، بينهم 31 في مدينة غزة.

اندلاع الحرب

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 إثر هجوم واسع شنته حماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصاً وخطف 251 آخرين، ما زال 47 منهم محتجزين.

وردّت إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 66 ألفاً من سكان القطاع، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة التي تصفها الأمم المتحدة بالموثوقة.

وبينما يعيش مئات آلاف المدنيين أوضاع نزوح متكرر وظروفاً إنسانية كارثية، تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة أنه لا مكان آمناً في غزة، وأن أي مبادرة تقود إلى وقف الحرب تمثل بارقة أمل أخيرة لملايين المحاصرين.