إصابة كل 40 دقيقة.. نساء إيران يواجهن معركة صعبة مع سرطان الثدي
إصابة كل 40 دقيقة.. نساء إيران يواجهن معركة صعبة مع سرطان الثدي
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في مختلف أنحاء العالم، إذ ينشأ نتيجة نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، وغالباً ما يتسلل بصمت في مراحله المبكرة دون أن تظهر أعراض واضحة، مما يجعل الكشف المبكر والفحوصات الدورية حجر الأساس للوقاية والنجاة.
وفي هذا السياق، كشفت رئيسة جمعية أمراض الثدي الإيرانية ناهد نفيسي، اليوم السبت، خلال مشاركتها في المؤتمر العلمي الأول لجراحة الثدي المتقدمة، عن إحصائية صادمة تؤكد أن امرأة واحدة تُشخّص بسرطان الثدي كل 40 دقيقة في إيران، محذّرةً من أن هذه الأرقام قد تتضاعف بحلول عام 2030 إذا استمرت المعدلات الحالية على هذا النحو، بحسب ما ذكرت شبكة “إيران إنترناشيونال”.
تحذيرات ودعوات للفحص
أكدت نفيسي أن المرض يتطور بهدوء ودهاء داخل أجساد النساء، مشيرةً إلى أن أسلوب العلاج يلعب دوراً محورياً في فرص التعافي، خاصةً في المراحل التي يُكتشف فيها المرض متأخراً.
وشددت على أن التطورات الحديثة في مجال الطب، ولا سيما الأجهزة الطبية المتقدمة وتقنيات التصوير الجديدة، تساعد الأطباء اليوم على تقليص حجم الأورام قبل بدء العلاج الكيميائي، الأمر الذي يجعل الرحلة العلاجية أكثر فاعلية وأقل قسوة على المريضات.
وأضافت أن الفحوصات المنتظمة والفحص الذاتي المستمر يمثلان خط الدفاع الأول في وجه المرض، داعية النساء إلى عدم تأجيل المراجعة الطبية حتى بلوغ الأربعين.
أثر نفسي وجسدي
أوضحت نفيسي أن الكشف المبكر لا ينقذ الحياة فحسب، بل يحافظ على كرامة الجسد وشكله الطبيعي، إذ يتيح للأطباء إجراء عمليات تحفظية تحد من الحاجة إلى استئصال كامل الثدي، مما يقلل من الأثر النفسي العميق الذي يرافق المريضات بعد العلاج.
وأشارت إلى أن المعاناة لا تقتصر على الألم الجسدي فحسب، بل تمتد إلى القلق، والخوف من الوصمة، وفقدان الثقة بالنفس، وهي تحديات تستوجب دعماً عاطفياً واجتماعياً واسعاً.
ولفتت إلى أن نحو 15 في المائة من الحالات ترتبط بعوامل وراثية، غير أن أنماط الحياة الحديثة تسهم بشكل متزايد في ارتفاع الإصابات، موضحة أن قلة النشاط البدني، وتأخر الإنجاب، والإفراط في تناول الوجبات السريعة، ونقص الطعام الصحي المطبوخ في المنزل، تعد من أبرز الأسباب التي تضاعف خطر الإصابة.
رسالة أمل لكل امرأة
يحمل حديث ناهد نفيسي نبرة تحذير وأمل في آنٍ واحد؛ فهي تؤمن بأن سرطان الثدي ليس نهاية الطريق، بل معركة يمكن الانتصار فيها إذا واجهتها المرأة بالوعي، والدعم، والكشف المبكر.
وفي وقتٍ تتزايد فيه نسب الإصابة عالمياً، يظلّ رفع الوعي المجتمعي وتمكين النساء من الوصول إلى الفحوص الدورية هو السبيل لإنقاذ الأرواح، وإثبات أن الوقاية ليست رفاهية، بل حق إنساني أصيل.