إيران تعيد 70 سجينة من قرتشك إلى إيفين وسط اتهامات بانتهاك حقوقهن
إيران تعيد 70 سجينة من قرتشك إلى إيفين وسط اتهامات بانتهاك حقوقهن
أعادت السلطات الإيرانية نحو 70 سجينة سياسية من سجن النساء في "قرتشك" إلى سجن "إيفين" شمال طهران، بعد أشهر من نقلهن إثر الهجوم الإسرائيلي على السجن الذي استمر 12 يومًا.
وأفادت شبكة "إيران إنترناشيونال"، الجمعة، أن عملية النقل تمت صباح الخميس تحت حراسة أمنية مشددة وبواسطة عدة حافلات، وسط تكتم رسمي من جانب السلطات الإيرانية.
وذكرت مصادر مطلعة أن السجينات نُقلن إلى "العنبر السادس" داخل سجن إيفين، حيث وُزعن على خمس غرف صغيرة، في حين خُصصت غرفة سادسة لنساء متهمات في قضايا مالية يُطلق عليهن في لغة السجن "رأي كار" أي "العاملات مقابل تخفيف العقوبة".
وأشارت المصادر إلى أن السجينات السياسيات اعترضن على هذا الترتيب، مطالبات بفصلهن عن المحكومات في القضايا غير السياسية احترامًا للمعايير القانونية، لكن طلبهن قوبل بالرفض بحجة أن جميع السجينات في هذا القسم من الفئة السياسية.
تدهور الأوضاع في قرتشك
أعادت عملية النقل الجدل حول الأوضاع اللاإنسانية التي تسود سجن “قرتشك” الذي يُعد من أكثر السجون سوءًا في إيران من حيث الظروف المعيشية والرعاية الصحية.
وكانت تقارير سابقة، بينها ما نشرته "إيران إنترناشيونال"، قد وثّقت وفاة السجينة السياسية سمية رشيدي وسجينتين بتهم مالية هما جميلة عزيزي وسودابه أسدي، نتيجة الإهمال الطبي ونقص الرعاية الصحية.
وأشعلت هذه الوفيات موجة غضب بين النشطاء الحقوقيين الذين طالبوا بإغلاق السجن نهائيًا باعتباره "رمزًا للقمع والإهمال".
معاناة السجينات في إيفين
أكدت تقارير حقوقية أن "العنبر السادس" في سجن إيفين لا يختلف كثيرًا عن سجن قرتشك من حيث سوء الخدمات ونقص المرافق، إذ يعاني من انعدام النظافة وانتشار الحشرات، خصوصًا "حشرات الفراش"، التي تحولت إلى كابوس دائم للسجينات.
وكانت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، قد نفت في مايو 2022 هذه المزاعم، ووصفت السجن بأنه "من أنظف السجون في البلاد"، لكن روايات السجينات السابقات تناقضت تمامًا مع ذلك، مشيرات إلى تدهور البنية التحتية وانتشار الأمراض الجلدية بين النزيلات.
ومنذ سنوات، تحوّل قسم النساء في سجن إيفين إلى رمز للمقاومة النسائية ضد القمع السياسي في إيران، إذ شهد احتجاجات جماعية متكررة تنديدًا بانتهاك حقوق السجينات، خاصة بعد تصاعد الحراك النسوي عقب مقتل الشابة مهسا أميني عام 2022.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على السجن في يونيو الماضي، نُقلت السجينات إلى قرتشك لأسباب "أمنية"، غير أن إعادتهن الأخيرة لم تكن إلى القسم المخصص للنساء بل إلى عنبر جديد يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، ما أثار موجة انتقادات جديدة ضد السلطات القضائية.
نرجس محمدي تثير القضية
نشرت الناشطة الحقوقية نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والمحتجزة سابقًا في إيفين، تعليقًا على "إنستغرام" دعت فيه إلى تضامن واسع مع السجينات.
وقالت إن عشرات السجينات السابقات وعائلات المعتقلات شاركن رواياتهن المؤلمة عبر منصة "إكس"، ووصفت تلك الشهادات بأنها "ذاكرة جماعية مشبعة بالألم والأمل معًا".
ودعت محمدي إلى رفع الصوت ضد الظلم، مطالبة بالإفراج عن السجينات المريضات والمهددات بالإعدام.
وبدورها، كتبت السجينة السياسية السابقة سبيده قليان، على منصة "إكس"، أن السلطة القضائية الإيرانية "تفتقر إلى الشرعية وتغرق في الفساد"، مشيرة إلى أن ما يجري في السجون يعكس انهيار العدالة في البلاد.
وأكدت أن عشرات السجينات ما زلن محتجزات في قرتشك، في ظروف تصفها بأنها "تعذيب مستمر"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية السجينات في إيران.