"الصليب والهلال الأحمر": الأزمة الاقتصادية في سريلانكا تتحول إلى حالة طوارئ إنسانية

تتصاعد الأزمة الاقتصادية في سريلانكا إلى حالة طوارئ إنسانية، حيث يواجه ملايين الأشخاص نقصًا حادًا في الغذاء والوقود وغاز الطهي والأدوية، وفقا لتحذير أطلقه، اليوم الأربعاء، الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).

وأطلق الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء طوارئ كاستجابةً لحالة الطوارئ التي بدأت تتكشف، بمبلغ 28 مليون فرنك سويسري (28.7 مليون دولار تقريبا) لتقديم الإغاثة العاجلة ولجهود التعافي الأطول لنحو 500 ألف شخص.

وقال الأمين العام للصليب الأحمر السريلانكي، ماهيش جوناسيكارا: "لقد اتخذ الوضع منعطفًا مدمرًا للأشخاص الذين يكافحون بالفعل للحصول على الطعام، بل إنه أسوأ بالنسبة للأسر التي يرعاها والد وحيد، وتلك التي ليس لديها عمل ثابت وتلك التي تعاني بالفعل من فقدان الدخل".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم دولي الآن لمساعدة مئات الآلاف من الأشخاص على استعادة حياتهم.. سيكون طريقًا طويلًا وصعبًا على الناس لإعادة البناء وإعادة حياتهم إلى المسار الصحيح".

ونشبت الاضطرابات المدنية ونقص الغذاء الذي يجتاح البلاد بسبب أزمة اقتصادية تتطور في جميع أنحاء البلاد، حيث أدت جائحة كورونا، إلى الانخفاضات الحادة في الإنتاج الزراعي إلى زيادة سريعة في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والخضروات، مما يؤثر بشكل مباشر على اقتصاد الأسرة والأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفاً.

وقال رئيس وفد جنوب آسيا، عديا ريجمي: "لدينا مخاوف كبيرة بالنسبة للمجتمعات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد، حوالي 2.4 مليون شخص يعيشون بالفعل تحت خط الفقر والذين هم الأكثر تضرراً من فقدان سبل العيش ونقص الغذاء والتكلفة المتصاعدة للمواد الأساسية".

وأضاف: "سيحمي نداء الطوارئ الذي أطلقناه لدعم الصليب الأحمر في سريلانكا سبل عيش وسلامة آلاف الأسر المحتاجة إلى الدعم".

وتعاني سريلانكا من أسوأ انهيار اقتصادي منذ الاستقلال، مع نقص الوقود والمواد الأساسية الأخرى مما يجعل الحياة صعبة على سكانها البالغ عددهم نحو 22 مليونا.

وطلبت الحكومة الشهر الماضي من صندوق النقد الدولي مساعدة مالية طارئة وما زالت المحادثات جارية، وتخلّفت البلاد عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار.

وانخفضت قيمة عملتها بنسبة 44,2% مقابل الدولار الأمريكي هذا العام فيما سجّل التضخم مستوى قياسيا بلغ 33,8% الشهر الماضي.