العاصفة "أليس" تغمر جزر البليار بالفيضانات وتعطل الحياة دون خسائر بشرية
العاصفة "أليس" تغمر جزر البليار بالفيضانات وتعطل الحياة دون خسائر بشرية
ضربت العاصفة "أليس" يوم الأحد جزر البليار الإسبانية، متسببة في فيضانات واسعة النطاق، خاصة في جزيرتي مايوركا وإبيزا، في وصفت السلطات المحلية الأمطار بأنها "الأكثر غزارة منذ سنوات"، ورغم الأضرار المادية الكبيرة، لم تُسجَّل إصابات أو خسائر في الأرواح حتى الآن، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية عن السلطات الإقليمية.
وذكرت صحيفة دياريو دي مايوركا أن مدينة بالما دي مايوركا، كانت الأكثر تضررًا، إذ غمرت المياه شوارع رئيسية وأنفاقًا وجراجات سيارات تحت الأرض، في حين عملت فرق الإطفاء والطوارئ على إجلاء السكان من بعض المناطق المنخفضة وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلنت خدمات الطوارئ في جزر البليار تسجيل 38 حالة فيضانات في إبيزا و8 حالات في مايوركا، إلى جانب حوادث متفرقة ناجمة عن انقطاع الكهرباء وسقوط الأشجار وتعطل بعض خطوط النقل.
تأثير مباشر في حركة الطيران
أدت العاصفة إلى تعليق مؤقت لحركة الطيران في مطار إبيزا الدولي بين الساعة السادسة والسابعة وعشرين دقيقة مساء بالتوقيت المحلي، بعد أن غمرت مياه الأمطار أجزاء من مدرج المطار.
كما تم إلغاء 24 رحلة جوية -12 رحلة وصول و12 مغادرة- من أصل 295 رحلة مجدولة.
وفي مطار بالما الدولي، جرى إلغاء 19 رحلة من أصل 942 رحلة كانت مقررة السبت، في حين عادت الحركة الجوية إلى طبيعتها تدريجيًا صباح الأحد بعد تحسن الأحوال الجوية.
العاصفة تضرب فالنسيا
كانت "أليس" قد تشكلت -نهاية الأسبوع الماضي- فوق الساحل الشرقي لإسبانيا، وضربت منطقة فالنسيا بعواصف رعدية ورياح شديدة تجاوزت سرعتها 90 كيلومترًا في الساعة، قبل أن تتجه نحو البحر المتوسط وتصل إلى جزر البليار مساء الخميس.
وتسببت العاصفة في ارتفاع مستوى المياه إلى أكثر من 70 ملم في بعض مناطق مايوركا خلال 24 ساعة فقط، ما جعل شبكات الصرف غير قادرة على استيعاب كميات الأمطار القياسية.
واضطر العديد من السكان إلى البقاء في منازلهم بعد تحذيرات السلطات الإسبانية من الخروج إلا للضرورة، في حين واجه الآلاف من السياح المقيمين في المنتجعات الساحلية اضطرابات في السفر وتأخير رحلات العودة.
وشوهدت فرق الإنقاذ وهي تساعد في سحب السيارات العالقة وسط المياه، في حين نُصحت الفنادق والمطاعم القريبة من السواحل باتخاذ إجراءات وقائية تحسبًا لأي ارتفاع جديد في مستوى المياه.
تعهد بإصلاح الأضرار
قالت المتحدثة باسم حكومة جزر البليار إن "الأولوية القصوى الآن هي تأمين المناطق المتضررة وإعادة الخدمات الأساسية في أسرع وقت ممكن"، مؤكدة أن فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة لإصلاح الأعطال في شبكات الكهرباء والاتصالات.
وأضافت أن "الوضع تحت السيطرة حاليًا، وتمت استعادة الحركة في معظم الطرق، في حين يجري تقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة".
تقديرات أولية تشير إلى أن الأضرار قد تتجاوز عشرات الملايين من اليورو، خصوصًا في قطاعي السياحة والطيران، اللذين يُعدان ركيزة الاقتصاد المحلي للجزر.
وحذر خبراء الأرصاد في إسبانيا من أن العاصفة "أليس" تمثل مثالًا جديدًا على اشتداد الظواهر الجوية المتطرفة في البحر المتوسط نتيجة التغير المناخي، إذ باتت العواصف أكثر عنفًا وأقصر زمنًا، لكنها تحمل كميات هائلة من الأمطار في فترات وجيزة.
عودة تدريجية للحياة
رغم تحسن الأحوال الجوية الأحد، فلا تزال السلطات الإسبانية في حالة تأهب، مع توقعات باستمرار تساقط الأمطار المتفرقة خلال الأيام المقبلة.
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) أن تأثيرات "أليس" بدأت بالانحسار تدريجيًا، لكنها حذرت من إمكانية تشكل عواصف جديدة فوق البحر المتوسط خلال الأسبوع المقبل.