الأمم المتحدة والصليب الأحمر يطالبان بفتح جميع معابر غزة لإدخال المساعدات
الأمم المتحدة والصليب الأحمر يطالبان بفتح جميع معابر غزة لإدخال المساعدات
دعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الثلاثاء، إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى السكان المحاصرين، مؤكدتين أن نجاح الهدنة التي تم التوصل إليها في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتمد على سرعة تدفق الإمدادات إلى القطاع الذي يعيش كارثة إنسانية ومجاعة واسعة النطاق.
وأوضح المتحدث باسم الصليب الأحمر كريستيان كاردون، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن العاملين في المجال الإنساني يطالبون منذ أيام بـ"ضمان فتح جميع نقاط الدخول نظرا إلى الاحتياجات الهائلة داخل القطاع"، مشيرا إلى أن الوضع لا يحتمل المزيد من التأخير، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، اليوم الثلاثاء.
وفي السياق، أكد ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن "كل المعابر يجب أن تُفتح"، لافتا إلى أن بعضها "مدمر جزئيا" ويتطلب إصلاحات عاجلة لإزالة الأنقاض من الطرق المؤدية إليها حتى تتمكن الشاحنات من العبور.
وقال ليركه: "ندعو إلى إصلاح المعابر وإعادة تشغيلها فوراً لأن التأخير يعني استمرار المعاناة".
مجاعة معلنة وحصار
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت المجاعة في غزة في 22 أغسطس الماضي، بعد أن حذر خبراؤها من أن نحو 500 ألف فلسطيني يواجهون خطر الجوع الكارثي.
وفرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع في 2 مارس، ومنعت دخول الوقود والمواد الغذائية والدواء، قبل أن تسمح بمرور محدود لبعض شاحنات الإغاثة في أواخر مايو.
واتهمت إسرائيل حركة حماس بافتعال الأزمة وسرقة المساعدات، بينما وجهت منظمات دولية اتهامات مضادة للجيش الإسرائيلي بالتواطؤ مع شبكات إجرامية فلسطينية سمح لها بنهب شحنات الإغاثة تحت أنظار القوات الإسرائيلية.
وقال جوناثان ويتال من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في مايو إن "السرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب نفذتها عصابات إجرامية تحت حماية القوات الإسرائيلية".
مساعدات بانتظار العبور
أكد ليركه أن الأمم المتحدة تمتلك 190 ألف طن من المساعدات الجاهزة تنتظر إدخالها إلى غزة فور فتح المعابر، تشمل مواد غذائية وطبية وأدوات إنقاذ.
من جهته، أوضح ريكاردو بيريس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن لدى المنظمة 1370 شاحنة جاهزة لعبور الحدود، لكنه شدد على أن حجم الدمار "يتطلب 600 شاحنة يومياً على الأقل"، معترفاً بأن هذا الهدف "ما زال بعيد المنال".
أما طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية (WHO)، فحذر من أن الضغط على المستشفيات لن يتراجع بين ليلة وضحاها، قائلاً: "علينا إدخال أكبر كمية ممكنة من الإمدادات الطبية الآن حتى يتمكن الأطباء من الاستمرار في تقديم الرعاية".
وأشار إلى أنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، لم تتمكن المنظمة سوى من إدخال ثماني شاحنات طبية فقط إلى القطاع.
أوضاع إنسانية متدهورة
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن توزيع المساعدات داخل القطاع لا يزال في غاية الصعوبة بسبب الوضع الأمني المتقلب، مشيراً إلى أن 310 آلاف فلسطيني نزحوا من جنوب غزة إلى شمالها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بينما تحرك 23 ألفاً في الاتجاه المعاكس.
وفي الوقت نفسه، وصف ياكو سيلييرز، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني، من القدس، حجم الدمار في غزة بأنه “يصعب استيعابه”، قائلاً إن "الركام وحده يمكن أن يملأ حديقة سنترال بارك في نيويورك حتى ارتفاع 12 متراً، أو ما يعادل 13 هرماً من أهرامات الجيزة".
وأكد أن إزالة الأنقاض أولوية قصوى لضمان وصول المساعدات وإطلاق عملية إعادة الإعمار، مشدداً على أن الدمار "كارثي بكل المقاييس".










