حقول الموت.. الألغام عدو خفي يسرق حياة المدنيين كل يوم في اليمن
حقول الموت.. الألغام عدو خفي يسرق حياة المدنيين كل يوم في اليمن
تتفاقم المأساة الإنسانية في اليمن مع استمرار خطر الألغام التي تحولت إلى عدو خفي يطارد المدنيين في بيوتهم وطرقاتهم ومزارعهم، لتزرع الرعب والموت في كل خطوة يخطوها اليمنيون.
ويكشف تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، نشرته أمس الأربعاء، عن حجم الكارثة في محافظة الحديدة التي تعيش فصولاً متجددة من الألم بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون دون خرائط، ما يجعل من عملية إنقاذ المدنيين أمراً بالغ الصعوبة.
وأظهر تقرير الشبكة الحقوقية، والذي جاء بعنوان "ألغام بلا خرائط"، أن الألغام التي زرعها الحوثيون بين يناير وغسطس الماضي تسببت في مقتل 64 مدنياً وإصابة 83 آخرين، بينهم نساء وأطفال، فضلاً على تدمير 68 مركبة مدنية في مناطق متفرقة من مدينة الحديدة.
وأكد التقرير أن الحوثيين قاموا بزرع آلاف الألغام بشكل عشوائي في المنازل والمزارع والطرق والأسواق، دون أي اعتبار لحياة المدنيين أو القوانين الدولية التي تحظر هذا النوع من الأسلحة.
وتحولت الحديدة التي كانت تعرف بخصوبتها ومينائها الحيوي، إلى مدينة محاطة بالموت، يخشى سكانها السير في الطرقات أو العودة إلى منازلهم المدمرة.
جريمة حرب متكاملة
أوضح التقرير أن استمرار الحوثيين في زراعة الألغام يُعد جريمة حرب متكاملة الأركان، إذ تُستخدم هذه الأسلحة لاستهداف المدنيين عمداً، ما يجعلها من أكثر الانتهاكات خطورة.
وتُعدّ محافظة الحديدة واحدة من أكثر المناطق اليمنية تلوثاً بالألغام، حيث تشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف منها ما تزال مزروعة حتى اليوم، كثير منها دون خرائط تحدد أماكنها.
وحذّر التقرير من أن تلك الألغام ما تزال تحصد أرواح الأبرياء بشكل يومي، مؤكداً أن ضحاياها لا يقتصرون على الرجال فحسب، بل تشمل النساء والأطفال الذين يسقطون أثناء لعبهم أو أثناء تنقلهم لجلب المياه أو الرعي في الحقول.
ودعت الشبكة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإدانة هذه الجرائم، والضغط على الحوثيين لتسليم خرائط حقول الألغام، وتحميلهم المسؤولية القانونية والإنسانية الكاملة عن تبعاتها.
نداء حقوقي
ناشدت الشبكة المنظمات الحقوقية بتكثيف جهودها في نزع الألغام ودعم ضحاياها من المدنيين الذين فقد كثير منهم أطرافهم أو مصادر رزقهم.
ونبّهت الشبكة إلى أن استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع الحوثيين على المضي في نهجهم العدواني ضد المدنيين، ويُطيل معاناة اليمنيين الذين يعيشون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تحولت الأرض التي كانت مصدر رزقهم إلى حقول للموت تنتظر ضحاياها بصمت قاتل.